يتوجه أكثر من 13 مليون ناخب سوداني صباح اليوم إلى أكثر من 11 آلاف مركز اقتراع في أنحاء البلاد لاختيار رئيس وأعضاء البرلمان والمجالس التشريعية المحلية. وسبق هدوء نسبي الانتخابات التي تستمر ثلاثة ايام، على ان تعلن النتائج الرسمية في 27 الشهر الجاري. ولا توجد مظاهر تنافس بين المرشحين في الشارع حيث تقتصر الحركة الانتخابية على لجان التعبئة الخاصة ب»حزب المؤتمر الوطني» الحاكم. وتبدو المنافسة محسومة لصالح الحزب وحلفائه. ويبلغ عدد المرشحين 3323 شخصاً، من الأحزاب والمستقلين بما في ذلك المرشحين لمنصب الرئيس والذين يبلغ عددهم 16. وأوضحت مفوضية الانتخابات، أن هؤلاء المرشحين يتوزعون على 1197 دائرة انتخابية. وينافس الرئيس عمر البشير الذي يبدو فوزه بدورة رئاسية جديدة تمتد خمس سنوات محسوماً، مرشحون مغمورون نسبياً، خمسة منهم رشحتهم احزابهم، وابرزهم الوزيرة السابقة فاطمة عبد المحمود رئيسة حزب «الاتحاد الاشتراكي الديموقراطي». ويشارك في الانتخابات 44 حزباً أبرزها «المؤتمر الوطني» الذي تخلى عن المنافسة في 30 في المئة من مقاعد البرلمان لصالح حلفائه من الاحزاب الصغيرة الحديثة التكوين التي تشارك 15 منها في السلطة. وتقاطع الانتخابات أحزاب المعارضة الرئيسية وأبرزها «حزب الأمة» بزعامة الصادق المهدي، و»حزب المؤتمر الشعبي» بقيادة حسن الترابي، و»الحزب الشيوعي». وتبنى تحالف المعارضة حملة مضادة للإنتخابات عنوانها: «ارحل». ويقلل قادة الحزب الحاكم من شأن دعوة المعارضة الى مقاطعة الانتخابات، ودشن شبابه بالتزامن حملة مناهضة لحملة «ارحل» تحت شعار «شارك». ومن المنتظر أن ينفذ أنصار المعارضة عشية الاقتراع، اعتصاما في مقر «حزب الأمة» في أم درمان، ثاني كبرى مدن العاصمة الخرطوم الثلاث. و انتشرت حول المقر قوات أمنية قبل ساعات من بدء الاعتصام، وتتحسب السلطات لتظاهرات مناهضة للانتخابات. وأعلن رئيس مفوضية الانتخابات مختار الاصم اكتمال الاستعدادات لبدء الإقتراع في كل ولايات السودان البالغة عددها 18. وتوقع ان تراوح نسب التصويت ما بين 15 و45 في المئة من اصل 13 مليون و300 ألف ناخب. واعلن خلال مؤتمر صحفي وصول بعثات رقابة عربية وافريقية للمشاركة في العملية، موضحا ان 221 مراقبا توجهوا الى الولايات، يمثلون 25 دولة ومنظمة من 11 دولة أجنبية، كما وصلت الى الخرطوم، بعثات مراقبة من الصين والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي. وقلل الاصم من مواقف الدول الأوربية المناهضة للانتخابات السودانية بسبب مقاطعة غالبية القوى المعارضة، وقال إن مواقفهم الحالية ليست جديدة و«سبق وعبروا عنها مرارا، حين ربطوا دعم ومراقبة العملية بالاطمئنان على الوضع السياسي والتأكد من مشاركة قوى المعارضة فيها». واوضح الاصم انه لا توجد مخاطر امنية على الانتخابات وان الدوائر التي لا تجري فيها انتخابات لظروف امنية، سبعة، في ولاية جنوب كردفان لوقوع بعضها تحت سيطرة المتمردين. وامنياً أعلنت وزارة الداخلية نشر أكثر من 70 ألفا من الضباط والجنود الذين تم تدريبهم نوعياً لتأمين الانتخابات، وأكد وزير الداخلية عصمت عبد الرحمن، أن تأمين العملية الانتخابية ضرورة أملاها الدستور والقانون لتمكين المواطن من ممارسة حقه الدستوري. واعلنت شرطة ولاية الخرطوم أمس، إنها نفذت في إطار استعدادها لتأمين العملية الانتخابية، عمليات تدريب ل «سيناريوهات» محتملة خاصة بالأمن في حال الإخلال به والتخريب، وذلك بواسطة قوات خاصة مدربة. ويرى مراقبون إن الانتخابات لا تحظى باهتمام من قبل المواطن لضعف الثقافة والمشاركة السياسية وضعف التواصل وارتفاع نسبة الأمية، كما أن الأحزاب والشخصيات الترشحة معظمها مجهولة، وليست لها جذور تاريخية، بالاضافة الى مقاطعة الأحزاب الكبيرة المعروفة والفاعلة للانتخابات، وبالتالي لا يتوقع تغيير أو مفاجأة في نتائجها.