بدأ الناخبون السودانيون يدلون بأصواتهم في اليوم الثاني وقبل الاخير من اول انتخابات تعددية رئاسية ونيابية واقليمية منذ 1986 تعتبر محطة مهمة في اطار اتفاق السلام الذي ينص على تنظيم استفتاء بشأن استقلال جنوب البلاد مطلع 2011.وفتحت مراكز الاقتراع في موعدها في الساعة الثامنة (5,00 ت غ) في العاصمة السودانية وفي جوبا عاصمة جنوب السودان تأخرت بعض المراكز في فتح ابوابها امام الناخبين بسبب مشكلات لوجستية كتأخر وصول بطاقات الاقتراع. ويزور الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات جنوب السودان الاثنين ولم تسجل حوادث امنية تذكر في اي من الولايات السودانية منذ بداية عملية الاقتراع لكن حالة الارباك التي شهدتها مراكز الاقتراع في الجنوب وكذلك في الشمال دفعت الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) الى الدعوة الى تمديد الانتخابات لاربعة ايام، لتصبح مجمل فترة العملية سبعة ايام.وقالت الحركة انها رصدت تجاوزات قد تصل الى حد التزوير في ولاية واحدة على الاقل في الجنوب. وتحدث والي الخرطوم العضو في حزب المؤتمر الوطني الحاكم عبد الرحمن الخضر بدوره عن احتمال طلب تمديد فترة الانتخابات ثلاثة ايام اضافية.واقرت المفوضية القومية للانتخابات الاحد بحصول "اخطاء فنية" تمثلت في تأخر وصول بطاقات الاقتراع الى 26 مركزا في ولاية الخرطوم، والخلط بين مواد الدوائر.وقالت المفوضية انها ستمدد ساعات التصويت الاثنين والثلاثاء في ولاية النيل الابيض حيث بدأ التصويت قبل ساعتين من موعد اغلاق الصناديق في السادسة مساء لانها اضطرت الى اعادة طبع بطاقات الاقتراع بسبب خطأ في رموز مرشحي الولاية. وذكرت الشبكة السودانية للانتخابات والديموقراطية التي تتابع الانتخابات في تقريرها عن اليوم الاول للاقتراع ان نحو خمسين مركزا لم تجر فيها الانتخابات الاحد.كما رصد مندوبو حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي "مئة اختراق في مختلف ولايات السودان".لكن يبدو ان الامور بدأت تنتظم خارج الخرطوم مع بعض الارتباك بالنسبة للناخبين.وافاد المتحدث باسم رئيس بعثة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي نور الدين المزني انه لم تسجل اي خروقات امنية في اقليم دارفور عموما منذ بدء عملية الاقتراع. وتعتبر نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة لصالح الرئيس عمر البشير من الجولة الاولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الامة الصادق المهدي من السباق، ولكن يتوقع ان تشهد انتخابات المجلس الوطني والولايات مفاجآت نظرا لتعدد الولاءات العشائرية في السودان.وتقدم لهذه الانتخابات في الاجمال 14 الف مرشح ويشرف عليها نحو 840 مراقبا دوليا وعربيا بالاضافة الى الالاف من المراقبين المحليين. من جهته اكد سعادة الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني ان العملية الانتخابية في بلاده وحسب تقارير المراقبين تمضي في هدوء.وقال "انه تم تسجيل بعض الاشكالات الادارية مثل وصول بعض البطاقات متأخرة او فتح بعض المراكز الى وقت متأخر وان هذه الاشياء تحدث عادة في مثل هذه الانتخابات وهي لن تؤثر في سير الانتخابات".وأوضح مستشار الرئيس السوداني في حديث ل"اذاعة قطر" عبر الهاتف من الخرطوم ان الاقبال على الصناديق كان كبيرا مما يؤكد حرص المواطنين على المشاركة في هذه الانتخابات.وحول مطالبة الحركة الشعبية لتحرير السودان بتمديد فترة التصويت قال اسماعيل "ان هذه القضية تخص المفوضية وهي مفوضية مستقلة تشكلت بقانون تم الاتفاق عليه بين الاحزاب والحكومة ومعظم هذه الاحزاب التى هي في المعارضة الان كانت موجودة في البرلمان واجيزت هذه المفوضية بالاجماع ورئيسها رجل نزيه الكل يثق فيه". أحد أفراد الحركة الشعبية يساعد نازحين في العثور على أسمائهم في كشوفات الناخبين في مخيم زمزم للاجئين في الفاشر (رويترز) سودانية تدلي بصوتها في الانتخابات في يومها الثاني بالخرطوم (أب)