تحركت أسواق الأسهم الإماراتية أمس إلى أعلى، على وقع أخبار إيجابية من شركات كبرى في إمارة دبي، خففت من حدة الزوبعة التي أثارتها إعادة جدولة ديون «دبي العالمية»، والتي أفقدت بورصتي الإمارات نحو 25 في المئة من قيمتهما خلال أيام. واستعادت سوقا الإمارات ثلاثة بلايين دولار من خسائرها التي بلغت نحو 22 بليوناً، بعد إعلان «إعمار العقارية» التخلي عن خطة اندماج مع ثلاث وحدات عقارية تابعة ل «دبي القابضة»، وإعلان «طيران الإمارات» الحصول على قرض لتمويل طائرات عملاقة من المصرف الأميركي «سيتي بنك»، ما يؤكد ثقة مؤسسات المال العالمية بشركات دبي وقدرة الإمارة على تسديد ديونها. وقفز مؤشر سوق دبي المالية سبعة في المئة دفعة واحدة، واستعادت معدلات التداول عافيتها، في ضوء ارتفاع بعض الأسهم إلى الحدود القصوى، خصوصاً ان الأخبار الإيجابية تزامنت مع تطمينات رئيس اللجنة المالية لحكومة دبي عبدالرحمن آل صالح في مؤتمر صحافي أمس بأن دبي «ستخرج منتصرة من هذه الأزمة». وعلى عكس الأيام السابقة، قفزت معدلات التداول في سوقي الأسهم في دبي وأبو ظبي إلى نحو اكثر من 1.3 بليون دولار، مع ارتفاع عروض الشراء على أسهم الشركات التي تملكها حكومة دبي. وعزا خبراء مال تحدثوا إلى «الحياة» عودة النشاط إلى سوقي المال الإماراتية إلى حال الثقة التي عمت المستثمرين مع عدول شركة «إعمار» عن الاندماج مع مؤسسات «دبي القابضة» التي تعاني أزمة ديون. وعلى رغم عدم صدور تفاصيل مفاوضات المؤسسات الدائنة مع «دبي العالمية»، غير ان عدم الإعلان عن أنباء سلبية حتى الآن دعم سوقي الأسهم الإماراتية. وقال الرئيس التنفيذي لمصرف «دويتشه بنك» في الشرق الأوسط هنري عزام ل «الحياة» ان حملة سندات «دبي العالمية» لم يعلنوا حتى الآن عن موافقتهم أو رفضهم في خصوص تأجيل الحصول على مستحقاتهم من «دبي العالمية». أما المحلل المالي هيثم عرابي فأكد ان انتعاش الأسهم في الإمارات، يعود إلى «إبرة مورفين» قدمتها «إعمار» إلى الأسواق، إضافة إلى وصول أسعار الأسهم إلى مستويات مغرية. وكانت «إعمار» أعلنت مساء أول من أمس، ان خطة الاندماج مع مؤسسات في «دبي القابضة» «غير مجدية اقتصادياً»، لتتوقف بذلك أشهر من مفاوضات الاندماج. وجاء إعلان إعمار عن انسحابها من خطة الاندماج، قبل ساعات من إعلان «طيران الإمارات» عن تمكنها من جمع 1.13 بليون دولار بهدف تمويل تسلم ست طائرات «آرباص أي 380» من أصل 53 طائرة من الطراز ذاته طلبتها الشركة، مؤكدة أنها في وضع مالي آمن. وقال الرئيس التنفيذي للشركة تيم كلارك «إن طيران الإمارات لا تزال في وضع مالي آمن على رغم أزمة المال العالمية». وأضاف: «لم نواجه صعوبات في الحصول على تمويل لبرنامج شراء طائرات من مصارف دولية وإقليمية تشعر بارتياح تجاه استقرارنا المالي». وعلى رغم خروج سوقي الأسهم الإماراتية من «غرفة الإنعاش» أمس، توقع عرابي ان يعاودا تذبذبهما خلال الأيام المقبلة حتى يظهر قرار حملة سندات «دبي العالمية» في 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، التاريخ الأساسي لتسديد ديون «دبي العالمية».