بالرغم من مضي سبعة أيام على زوال أشد عاصفة واجهتها حفر الباطن، خلال العقدين الماضيين بحسب حديث كبار السن، والتي اصطلح خبراء الطقس على تسميتها ب «مظلمة»، إلا أن آثارها لا تزال باقية في حفر الباطن حتى اليوم، فلا يخلو شارع أو حي من آثارها التي حولت المنظر إلى لون رمال الصحراء الباهتة الخالية من الحياة. العاصفة «مظلمة» التي استمرت سبع ساعات متواصلة وأجبرت الأهالي الأربعاء الماضي على أداء صلاة العصر والمغرب والعشاء في رحالهم، خلفت وراءها 3363 مراجعاً لمستشفيات حفر الباطن ممن يعانون من أمراض تنفسية، كما سعى الأهالي منذ انقشاعها لتنظيف منازلهم ما أنتج سوقاً سوداء للعمالة لتنظيف المنازل، وكذلك سوقاً سوداء لأسعار «وايتات» المياه، غير أن شوارع حفرالباطن بقيت حتى اليوم مليئة بالأتربة والغبار، ما جعل عدداً من الأهالي يرفعون شكوى واعتراضاً لأمانة المنطقة الشرقية مطالبين بسرعة التحرك لتنظيف الشوارع وإزالة الأتربة منها، كما طالب الأهالي بمحاسبة بلدية حفر الباطن على ما أسموه «تراخياً» في عدم التنظيف و»غياباً» لعمال النظافة، كما فتحوا وسماً بعنوان: #بلدية حفرالباطن، قاموا برصد صور لتجمع الأتربة، وقاموا بإرسالها لحساب أمانة المنطقة الشرقية، مطالبينها بسرعة التحرك. فيما اختار بعضهم طريق السخرية مطالبين أن يُعلن عن صلاة الاستسقاء حتى تهطل الأمطار التي ستتكفل بتنظيف الشوارع، فيما ربط البعض الآخر بين صور حفر الباطن قبل سفلتة الشوارع وحالها بعد العاصفة. وحذر اختصاصي الأمراض الصدرية عبدالعزيز الفريح، من استمرار الأتربة في الشوارع كون بقاء الغبار في الشوارع يجعل أثره يتكرر على المرضى مع كل هبة هواء، مبيناً أن تأثيرات مثل هذا الأتربة الصغيرة الحجم وقتية على الرئتين، كضيق التنفس والإحساس بالإجهاد والتعب والكحة، والتأثيرات المزمنة على الرئتين كاحتقان الرئتين والكحة الشديدة والمستمرة والحساسية وتكرار الإصابة بنزلات البرد والتهاب الرئتين، مشدداً على ضرورة توفير كل رب منزل كمامات في ظل هذه الأجواء لا سيما وموسم الغبار سيستمر طوال الفترة المقبلة من العام. من جانبها أوضحت أمانة المنطقة الشرقية، بعدما تلقت عدداً من شكاوى أهالي المحافظة، أن «بلدية حفر الباطن عملت على خطة طوارئ لتنظيف الشوارع من الأتربة الناتجة من العاصفة الرملية، وقسمت المحافظة في خطة تنظيفها إلى منطقتين، الأولى غرب طريق الملك عبدالعزيز، والثانية شرق طريق الملك عبدالعزيز، وخصصت البلدية لكل منطقة عشر فرق لتقوم بأعمال الالتقاط والكنس اليدوي، وكل فرقة مكونة من عشرة عمال نظافة مع المكانس الميكانيكية والمعدات، ولا تزال تلك الفرق تقوم بتنظيف المحافظة من مخلفات وأتربة العاصفة الكثيفة، التي لم تشهد المحافظة مثلها سابقاً وستنهي أعمالها قريباً». 179 مليوناً لمشاريع «حيوية» تنفذ بلدية محافظة حفر الباطن حالياً مشاريع حيوية وخدمية، بكلفة 179 مليون ريال. وأوضح المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أن «بلدية حفر الباطن قامت أخيراً بترسية مشاريع تنموية ضمن موازنة العام الحالي، تشمل إنشاء جسور والتخلص من النفايات وتسمية الشوارع وترقيم الأملاك وتطوير أنظمة الحاسب الآلي وتطوير المخططات السكنية وتسوير مقابر حفر الباطن، إضافة إلى إعادة تأهيل الإنارة، وتطوير الأحياء القديمة، وإنشاء حدائق عامة وممرات مشاة، وإعادة تأهيل الطرق والميادين، وسفلتة مخططات المنح». وأكد الصفيان أن من أولويات بلدية حفر الباطن «التركيز على نظافة الأحياء، ودرء أخطار السيول، وتجميل مداخل المحافظة، واستكمال سفلتة الأحياء وإنارتها وترصيفها، لما فيه من بيئة صحية مهمة يحتاج إليها المواطنون»، لافتاً إلى أن موازنة هذا العام جاءت «متنوعة في مشاريعها، وتهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة التي هي سلسلة من مشاريع التطوير التي ستشمل الأحياء كافة في المدينة، لتحسين وتطوير وسفلتة وإنارة وتجميل شوارع وطرق مدنية حفر الباطن، من أجل تقديم أفضل الخدمات البلدية لسكان مدينة حفر الباطن وزوارها». وذكر أن بلدية حفر الباطن تعمل على «تنفيذ مشاريع حيوية مهمة لتهيئة البنى التحتية، وكذلك استكمال تنفيذ المشاريع السابقة وفق الجدول الزمني المعد لها»، مؤكداً أن «البلدية تعمل على تنفيذها بجودة عالية وفق المواصفات الفنية المتفق عليها».