تجاوز موضوع نظافة الأحياء والطرقات في محافظة حفرالباطن، التفسيرات المنطقية، ووصل لمرحلة متقدمة جداً من التذمر والاستياء عند الأهالي الذين أصبحوا يتسابقون على رصد النفايات المتكدسة أمام منازلهم ونشر صورها على وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن استيائهم البالغ من استمرار تكدس النفايات دون وجود تحرك حقيقي من الجهات المعنية، مشيرين إلى أن موضوع النظافة أصبح الشغل الشاغل للأهالي وقضيتهم الأولى وتسبب لهم أضراراً جسيمة خاصة في ظل انتشار الأمراض المعدية. وينتظر أهالي محافظة حفرالباطن انطلاق مقاول النظافة الجديد والذي تعاقدت معه وزارة البلدية بمبلغ 145.869.450ريالا، لتحسين واجهات منازلهم وأحيائهم بعد أن ترك المقاول القديم النفايات مكدسة أمام المنازل، ما جعل أهالي حفر الباطن يستاؤون ويتقدمون بشكاواهم إلى بلدية حفرالباطن. «الشرق» جالت في عدد من الأحياء، والتقت بالأهالي ونقلت معاناتهم: أنور مطر العنزي يقول: «عانينا من انعدام النظافة كلياً خاصة في حي المحمدية، والنفايات مكدسة منذ ثلاثة أيام وحتى هذه اللحظة لم تأت سيارات النظافة لإزالتها، وأضاف: بادرت بالاتصال بطوارئ بلدية حفرالباطن، وقال لي الموظف (إن الشركة القديمة قد انتهى عقدها.. وعن قريب تنتهي المشكلة).وتساءل العنزي كيف يتم إنهاء عقد شركة دون وجود بديل فوري يستلم العمل قبل أن يذهب المقاول القديم، فهل إلى هذا الحد وصل بهم عدم الاهتمام بالمحافظة. مؤملاً سرعة اتخاذ الإجراءات لمباشرة المقاول الجديد. وبين فيصل الحميدي الحربي أن حي الخالدية امتلأ بالنفايات، التي تكدست أمام منزلهم دون أي حراك من قبل البلدية، وقال: لا أعرف ما هي الأسباب حتى هذه اللحظة، وأضاف أن منظر النفايات أمام منزلنا ومنازل الجيران مقزز، والروائح المنبعثة منها تكاد تقتل من قوتها، وانتشارها. وأشار خالد الشمري من حي الباطن إلى معاناتهم مع ضعف في النظافة وتراكم النفايات، وقال: اضطررت للجوء إلى بعض العمالة لرفعها من أمام منزلي، ولا نعلم ماهي المبررات التي ستقدمها بلدية حفرالباطن، بعد أن تركت المواطن دون اهتمام منها. وقال محمد المطيري: نحن لا نرى عمال التنظيف وكأنهم اختفوا عن حي العزيزية فجأة، مؤكداً أن أحياء محافظة حفرالباطن تحتاج إلى مقاول حريص على نظافتها وتحتاج إلى حاويات كبيرة أمام المنازل. وقال: لا نعرف الأسباب التي منعت من ذلك، مقدرين جهود العاملين في بلدية حفرالباطن. وعبر مبارك حسين الميموني من حي الفيصلية عن استيائه البالغ جراء الإهمال الواضح وتكدس النفايات في أزقة وشوارع حي الفيصلية، مؤكداً أن الموضوع تجاوز الحدود وأصبح يلحق الخطر بشكل مباشر بأبنائهم من خلال نقل الأوبئة والميكروبات خاصة مع انتشار الأمراض المعدية. مطالباً بضرورة إيجاد حلول سريعة لهذه القضية التي أصبحت تؤرق جميع الأهالي. ووفق مصادر «الشرق» فإن عدد البلاغات التي وردت إلى طوارئ البلدية تجاوز ال30 بلاغاً بشكل يومي يفيد بتكدس القمامة أمام منازل المواطنين. من جهته أكد رئيس المجلس البلدي في محافظة حفرالباطن الدكتور عادي بن حسين العادي أن موضوع النظافة بات يشغل الجميع في المحافظة خاصة أن تشغيل الشركة المتعهدة الجديدة لا يتجاوز نسبته 25%، وقال: ستصل في القريب العاجل إلى نسبة تشغيل جيدة. واعترف العادي بمشكلة النظافة وأنها ليست على ما يرام في المحافظة. وقال: «المجلس البلدي كانت له اليد الطولى في عدم التجديد مع متعهد النظافة السابق بعد أن عاشت حفرالباطن في عهده مرحلة متردية جداً من غياب النظافة والاهتمام». وأضاف: «نحن متفائلون بالشركة الجديدة، وهي شركة عريقة ونحن متأكدون من أنها ستنهي كل المشكلات المتعلقة بالنظافة». أما المتحدث الإعلامي باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان. فأوضح بأنه تم مؤخراً توقيع عقد مشروع من قبل وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز لنظافة محافظة حفر الباطن بقيمة 145.869.450 ريالاً، وقال: سوف يكون له الأثر الإيجابي على تحسين مستوى النظافة، والقضاء على المظاهر السلبية في النظافة، وسوف يساهم في تحسين المستوى الصحي والبيئي بالمحافظة.وأكد الصفيان أن العقد يشمل جمع النفايات ونقلها للمرمى المخصص وتنظيف الشوارع العامة والفرعية وإدارة وتشغيل المحطة الانتقالية، وكذلك برامج للتوعية البيئية والمحافظة على صحة البيئة وتبلغ مدة العقد خمس سنوات.