بعد أن قصفت القوات المسلحة السعودية مواقع المسلحين في الشريط الحدودي مع اليمن بالقذائف الصاروخية وبمساندة من المدفعية الأرضية، هدأت الأوضاع نسبياً في المنطقة العسكرية، فيما أعاد الجنود السعوديون تمركزهم في المناطق التي يستخدمها المسلحون للتسلل إلى السعودية. وقالت مصادر عسكرية ل«الحياة»: «إن الجهات المعنية لم تسجل أمس أي حالات تسلل، بسبب التحليق المستمر للطائرات الحربية السعودية فوق الشريط الحدودي مع اليمن»، فيما ذكرت مصادر أمنية ل«الحياة» أن قوات الأمن «اعتقلت أمس في مدينة أبوعريش أربعة متسللين كانوا بصحبة موزعي أغذية، وذلك إثر بلاغ تقدم به مواطنون إلى الدوريات الأمنية»، مشيرة إلى أن التحقيقات المبدئية أثبتت أن المعتقلين «على علاقة بالمتسللين المسلحين، وأنهم تخفوا بالزي المدني بعد أن نفدت ذخائرهم». ووصفت المصادر العسكرية الوضع على الحدود الجنوبية بأنه «هادئ نسبياً وحذر»، وقالت: «لم تسجل أمس حالات تسلل أو مناوشات باستثناء حالات قليلة إذ جرت مناوشات مع مسلحين حاولوا التمركز في جبلي الدود ورميح». وأشارت المصادر إلى أن المسلحين باتوا أكثر انكشافاً أمام القوات السعودية، إذ أصبح بإمكان الآليات العسكرية التعامل مع مصدر النيران بشكل أكثر دقة، وقالت: «أصبح الجنود السعوديون بإمكانهم تحديد مصادر النيران في إشارة إلى انحسار أعداد المتسللين، وبالتالي أصبح بإمكانهم (الجنود) تحديد نوعية الأسلحة التي يستخدمها المسلحون، ومن ثم التعامل مع مصادر النيران وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية». وذكرت المصادر أن المسلحين يستخدمون في الغالب الأسلحة الرشاشة وقذائف ال«آر بي جي» وقذائف الهاون، لافتة إلى أن التعامل معهم يقتضي تكثيف القصف الصاروخي والمدفعي من دون الصعود إلى قمم الجبال أو التجاوز على الحدود الدولية لجمهورية اليمن الشقيقة. ولفتت المصادر إلى أنه وعلى رغم الهدوء النسبي على الجبهة، إلا أن القوات السعودية تقف على أهبة الاستعداد لأي طارئ، وأنها تراقب عن كثب الممرات والأودية الصغيرة التي يستخدمها المتسللون – عادة – للنفاذ إلى الأراضي السعودية.