حثت رئيسة الاتحاد الأفريقي الأممالمتحدة على إضافة مراقبة حقوق الإنسان لمهام بعثتها لحفظ السلام في إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه في شمال أفريقيا. جاء الطلب في رسالة من رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وحصلت «رويترز» على نسخة من الرسالة، أمس (الثلثاء). وطلبت زوما من بان كي مون تعميم الرسالة على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً والذي من المقرر أن يصوّت على تجديد تفويض بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) هذا الشهر. وشددت زوما «على ضرورة تزويد بعثة مينورسو بتفويض لحقوق الإنسان، وفي هذا الصدد طلب مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي من مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان اتخاذ الخطوات المناسبة لضمان المراقبة المستمرة والمستقلة وغير المتحيزة لحقوق الإنسان». ولم يؤكد مكتب بان كي مون استقبال الرسالة التي تحمل تاريخ 30 آذار (مارس) الماضي. وسيطر المغرب على معظم أراضي الإقليم في العام 1975 عندما انسحبت القوة الاستعمارية آنذاك أسبانيا، مما دفع جبهة البوليساريو إلى شنّ حرب عصابات استمرت حتى العام 1991 عندما توسطت الأممالمتحدة في وقف إطلاق النار وأرسلت بعثة مينورسو. وتدير جبهة البوليساريو الآن مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر. وعبّرت زوما عن قلقها إزاء «الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية للصحراء الغربية». ودعا اتفاق وقف إطلاق النار في 1991 إلى إجراء استفتاء على مصير الإقليم، لكن الاستفتاء الذي نشرت بعثة الأممالمتحدة من أجل المساعدة في تنظيمه لم يحدث أبداً، وتعثرت محاولات التوصل لاتفاق سياسي دائم. وتعرض مجلس الأمن لضعوط متزايدة في السنوات الأخيرة لإضافة مراقبة حقوق الإنسان إلى تفويض بعثة مينورسو. ويعارض المغرب الفكرة، ولم يوافق المجلس عليها أبداً. واتهمت فرنسا، وهي حليفة تقليدية للمغرب، بدعم الرباط في الأممالمتحدة، لكن باريس نفت هذا الزعم في العام الماضي قائلة إن المغرب قادر على الدفاع عن مصالحه من دون مساعدة فرنسا. وتريد الرباط أن تكون الصحراء الغربية جزءاً من المغرب، بينما تريد جبهة البوليساريو المدعومة من بعض الدول الأفريقية، ومن بينها الجزائر، إجراء الاستفتاء المنتظر منذ أمد بعيد والذي سيتضمن خيار الاستقلال. ويختلف المغرب والبوليساريو بشأن من الذي يجب أن يدلي بصوته في الاستفتاء. وتزيد مساحة الصحراء الغربية قليلاً على مساحة بريطانيا، ويبلغ عدد سكانها أقل من نصف مليون نسمة. والمنطقة غنية بالفوسفات الذي يستخدم في صناعة الأسمدة، ويحتمل أيضاً أن تكون المنطقة غنية بالنفط والغاز. وشكت جبهة البوليساريو من أن شركات غربية تنقب عن الموارد الطبيعية بناء على تصاريح من المغرب.