دعا الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، إلى اعتماد النظام «الكونفيديرالي» في العراق وتشكيل ثلاثة أقاليم مستقلة: كردية، وسنّية، وشيعية من أجل «حل جذري لأزمات البلاد». وأكد بارزاني في اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن التزام الأكراد دعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي للإسراع في تشكيل الحكومة. وصعّد القادة الأكراد، خصوصاً بارزاني، عقب الانتخابات البرلمانية في أواخر نيسان (إبريل) الماضي تهديداتهم بإعلان الإستقلال، إذا استمرت الخلافات مع الحكومة الإتحادية على ملفات النفط والمناطق المتنازع عليها، وربطوا بقاءهم ضمن العراق بتقديم الحكومة الجديدة ضمانات لعدم تكرار السياسات «االمتفردة» لرئيس الحكومة السابق نوري المالكي. ونقل بيان عن مسؤول مكتب العلاقات في الحزب «الديموقراطي» كمال كركوكي قوله، خلال لقائه ديبلوماسياً كندياً إن «تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم مستقلة، كردية وسنّية وشيعية، يعد الحل الأمثل للأزمات، على أن تتم إدارة البلاد وفق النظام الكونفيديرالي»، داعياً في الوقت نفسه إلى «تقديم الدعم وتسليح قوات البيشمركة في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي». في المقابل أفاد بيان لرئاسة الإقليم أن «بارزاني أبلغ إلى بايدن التزامه دعم العبادي، والقيادات العراقية الأخرى، في جهودهم لتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن»، وأضاف البيان أن الجانبين «اتفقا على استمرار التعاون التاريخي بين قوات البيشمركة والجيش العراقي الذي أثمر بمساعدة الولاياتالمتحدة وشركاء آخرين استعادة سد الموصل الاستراتيجي». من جهة أخرى، يشهد الشارع الكردي الرسمي والشعبي تحركاً لتدويل «الانتهاكات» التي مورست ضد الإيزيديين في قضاء سنجار، وقال وزير «الشهداء والمؤنفلين» في الحكومة الكردية محمود حاجي صالح عقب اجتماع مع لجنة تحقيق مكلفة متابعة القضية: «لقد وضعنا آلية وبرنامج عمل للبدء بتدويل القضية واعتبارها إبادة جماعية». واضطر عشرات الآلاف من الأقليات «الإيزيدية والمسيحيين والشبك والتركمان»، في محافظة نينوى إلى النزوح نحو المدن الكردية هرباً من مسلحي «داعش»، وما زالت السلطات الكردية تواجه صعوبات في تحرير من بقي من الإيزيديين الذين حوصروا في جبل سنجار وتوفي العشرات منهم جراء الجوع والعطش، وسط تقارير تتحدث عن اختطاف المتشددين مئات الرجال والنساء. في هذه الأثناء، تظاهر العشرات من الناشطين أمام مكتب الأممالمتحدة في أربيل للمطالبة ب»العمل على الإفراج عن النساء الإيزيديات المحتجزات لدى تنظم داعش»، وأكدوا أن «النسوة تعرضن للاغتصاب والسبي». وفي السياق، أشارت وسائل الإعلام الكردية أمس إلى أن «لجنة خاصة باشرت التحقيق مع مسؤول في قضاء سنجار وقائد قوة البيشمركة المرابطة في المنطقة، ومسؤول الفرع 17 للحزب الديموقراطي في القضاء، للوقوف على أسباب سقوط سنجار بيد مسلحي داعش»، ولفتت إلى أن «عملية التحقيق تجري في مصيف صلاح الدين (شرق أربيل) حيث مقر بارزاني». الذي سبق أن هدد ب»محاسبة المقصرين». وفي تطور آخر، أعلن بارزاني رفضه «التوقيع على قانون التظاهر المرسل من البرلمان، لما يعتريه من ثغرات يمكن أن يستغلها الأعداء وتشكل خطراً على الأمن القومي الكردستاني، مع أخذ الظروف الحالية الاستثنائية في الاعتبار».