دعت قوى المعارضة السودانية السياسية والمسلحة، إلى تصعيد المقاومة من أجل إسقاط النظام، ومقاطعة الانتخابات التي ستجري الإثنين المقبل، ووصفتها ب «المزيفة» وقررت عدم الاعتراف بنتائجها. واتهمت الخرطوم برفض الحوار والدعوة إلى الحرب. وأعلنت قوى «نداء السودان»، التي تضم متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» ومتمردي دارفور و«حزب الأمة» بزعامة الصادق المهدي وتحالف المعارضة السلمية، خيار المواجهة مع النظام الحاكم، وأكدت أنه لم يترك لها خياراً سوى الانتفاضة الشعبية لإسقاطه «بعد رفضه الحلول السلمية». واعتبرت القوى المعارضة في بيان مشترك لمناسبة مرور 30 سنة على الانتفاضة الشعبية التي أطاحت حكم الرئيس السابق جعفر نميري، أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، تعمد إفشال المؤتمر التحضيري للحوار الذي دعت له الوساطة الأفريقية والمبادرة الألمانية في هذا السياق، ما شكل ضربة ل «الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب وتحقيق الديموقراطية والحل السياسي الشامل والإجماع الوطني». وطالبت القوى المعارضة الناخبين بمقاطعة الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها، إلى جانب الاستمرار في حملات إسقاط النظام، مشيرة إلى اتفاقها على تطوير عملها ونشاطها والعمل على وحدتها. وأكدت أن «الشعب على موعد مع صبح الخلاص باقتلاع النظام، بانتفاضة شعبية لا تبقي ولا تذر، إلا ما ينفع الشعب ويخدم مصالحه». من جهة أخرى، متمردو «الحركة الشعبية» في ولاية جنوب كردفان المضطربة أنهم استولوا على سيارة محملة بصناديق اقتراع كانت في طريقها من الدلنج إلى الكرقل، وذلك في إطار محاولاتهم لتعطيل الانتخابات الرئاسية والاشتراعية الأسبوع المقبل. وأكد الناطق باسم «الحركة الشعبية» أرنو نقوتلو لودي في بيان، استمرار الحركة في خطتها لتعطيل الانتخابات بالوسائل العسكرية، مناشداً المواطنين «الابتعاد عن كل المواقع والمناطق العسكرية لأنها أهداف مشروعة سيتم استهدافها بشكل مباشر». وكان المتمردون شنوا حملة لتعطيل الانتخابات في مناطق كلوقي والرحمانية وهبيلة، ما أدى إلى مقتل عشرات ونزوح آلاف. إلى ذلك، أعلن حاكم ولاية جنوب كردفان آدم الفكي، أن الجيش السوداني، تمكّن من تحرير منطقتي ليما والمشائش غربي مدينة كادوقلي عاصمة الولاية، من قبضة المتمردين، ضمن خطة القوات الحكومية لتوسيع الدائرة الأمنية وملاحقة المتمردين. وقال الفكي خلال مؤتمر صحافي، إن القوات الحكومية تمتلك زمام المبادرة في التعامل مع المتمردين مؤكداً هدوء الأوضاع الأمنية. وقلل من شأن تهديد المتمردين بعرقلة الانتخابات. جوبا في جنوب السودان، أعلن الرئيس سلفاكير ميارديت أنه لن يستجيب للضغوط الدولية لتوقيع «اتفاق سلام سيئ» مع زعيم المتمردين رياك مشار. وقال سلفاكير خلال مخاطبته قيادات قبيلة الدينكا التي يتحدر منها أنه لن يقبل باتفاق سلام لن يدوم طويلاً، موضحاً رغبته في اتفاق يصنع داخلياً ولا يواجه مصاعب في تنفيذه. واتهم المتمردين بالسعي إلى اتفاق يعيد مشار إلى منصب نائب الرئيس والاحتفاظ بقواتهم كشرط لوقف الحرب. وفي ولاية أعالي النيل النفطية، وقع عشرات القتلى بين مليشيات متحالفة مع الحكومة بعد تصفية اللواء جيمس بوقو من قبل مجموعة منافسة لها. وقال القائد في مليشيات «أفنداق» العقيد وليم قاي إن مقتل اللواء بوقو تسبب في معارك دموية طاحنة واتهم الحكومة في جوبا بالوقوف وراء عملية الاغتيال.