يرجع الروائي عواض العصيمي للإجابة على سؤال كيف يرى المشهد الروائي المحلي وهل ثمة أعمال روائية محلية توقف عندها، إلى كتاب الناقد سحمي الهاجري ثانية، ويقول إنه يشير فيه إلى أن بين عامي (1930 و1989) كانت الروايات تصدر بمعدل رواية كل عام، لكن هذا الانتاج القليل جداً تغير بدرجة كبيرة في الأعوام القليلة الماضية، وارتفع المعدل إلى رواية كل أسبوع في عام (2006 )، وبحسب الناقد الهاجري، هناك 162 كاتباً وكاتبة أنتجوا 271 رواية في فترة وجيزة، ولا تزال الإصدارات تتوالى، وبعضها يكتبه مؤلفون جدد، مشيراً إلى أن البيبليوغرافي الروائي خالد اليوسف أخبره أن الروايات التي صدرت حتى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام (2009) ناهزت الخمسين رواية، "هذا الكم من الروايات يبين أن مفاتيح الحكي التي كان يحتكرها روائيون قلة قبل عشر سنوات فأكثر، لم تعد شرطاً حصرياً ينطبق فقط على المثقف النخبوي، أو على الكاتب المجرب الذي قرأ كثيراً وسافر وعاش تجارب حياتية مختلفة، كما لم تعد أبراجاً من الكلام لفئة محددة تمارس من خلالها حضوراً متعالياً على القارئ البسيط، بل أصبحت هذه المفاتيح في متناول فئات شابة تتوزع على شرائح اجتماعية متنوعة، ومن مهن مختلفة، ما يحيل مادة الحكي إلى منابع أكثر بساطة، وأسهل تناولاً، كتشغيل البوح الذاتي، وتقشير الحكاية الاجتماعية المباشرة، واستخدام الحس الصحافي في إثارة قضايا قائمة على حساسيات متضادة. نجحت هذه الظاهرة في كسر التقاليد النخبوية في الأدب الروائي، واقتربت كثيراً من المجتمع، ولكن قدراتها الفنية في التمثيل النوعي ظلت محدودة، هناك روايات قليلة اقتربت من الفن الروائي، لكن تعامل النقد معها، وكذلك الإعلام كان عابراً وسطحياً، على رغم ذلك أعتقد أن الأعمال الناضجة ستزداد حضوراً في المستقبل". وحول جوائز الرواية العربية، وما يدور حولها من نقاش، يقول: "رأيي في الجوائز العربية لا يختلف عن آراء متابعين كثر لا يفصلون هذه الجوائز عن بيئة الثقافة العربية وما فيها من مشكلات وعيوب كثيرة، أسوأها على الإطلاق الميليشيات الثقافية والجماعات المافياوية التي تتصارع في ما بينها لنيل هذا الجائزة أو تلك"، لافتاً إلى أن هناك جوائز محترمة حتى الآن، "لكن ما يرشح من خلافات بين أعضاء سابقين أو حاليين في لجان تحكيمية لبعض الجوائز العربية، وما يدور خارج قاعات الاجتماعات والغرف السرية، يثير الحيرة في الواقع ولا يشجع المتابع على الاكتفاء بالنوايا الحسنة".