شن تنظيم «الدولة الإسلامية» هجمات على مدن فيها معسكرات للجيش العراقي في الأنبار، بالتزامن مع بدء المستشارين الأميركيين مهماتهم في المحافظة. وفرض التجنيد على سكان المدينة، بعد فرار عدد من عناصره وقادته في المحافظة، فيما قتل وأصيب العشرات بتفجير سيارتين مفخختين في بغداد. وقال ضابط رفيع المستوى في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» أمس إن «الجيش الأميركي سيبدأ تنفيذ غارات بطائرات الهيليكوبتير في مناطق غرب الأنبار المتاخمة للحدود السورية للحيلولة دون انتقال عناصر «داعش» بين البلدين». وأشار إلى أن «الجيش العراقي يمتلك خمس مروحيات مخصّصة للطلعات في غرب المحافظة، بينما كان الجيش الأميركي يخصّص سرباً كاملاً من 30 طائرة أباتشي لتأمين الحدود». وتابع أن «تنظيم «داعش» شنّ اليوم (أمس) هجومين على ناحية البغدادي ومنطقة الحبانية، مهدداً قاعدتي عين الأسد والحبانية». ولفت إلى أن «التنظيم يحاول محاصرة القاعدتين لإثارة خوف العشرات من المستشارين العسكريين الأميركيين الذين أكدوا لنا إنهم لن يسمحوا له بالاقتراب من القاعدتين وسيحميها سلاح الجو». وأعلن «داعش»، عبر حسابه على «تويتر» امس، أنه شن هجوماً على ناحية «البغدادي» غرب الأنبار، ونفذ تفجيرين انتحاريين بعربتين، الأولى استهدفت جسر الجبه، والثانيه استهدفت مدرسة تتمركز فيها قوات امنية». إلى ذلك، أكدت «قيادة العمليات في الأنبار، في بيان امس، ان «القوات الأمنية مدعومة بالعشائر والحشد الشعبي تصدت لهجوم شنه التنظيم على منطقة المجر التي تربط بين ناحيتي الحبانية وعامرية الفلوجة شرق الرمادي». وفي الموصل شمال بغداد، قال سعد البدران، وهو أحد شيوخ العشائر، في اتصال مع «الحياة» أمس إن «العشرات من قادة وعناصر «داعش» من سكان المدينة فروا وتخلوا عن التنظيم «. ولفت الى إن «القصف الجوي المتواصل على معاقل التنظيم في المدينة اضافة الى عمليات اغتيال يتعرض لها عناصره المكشوفون من سكان المدينة وراء فرار العديد من قادته». وأوضح أن «داعش يعتقل الهاربين من صفوفه ويعدم بعضهم بتهمة الخيانة، فيما بدأ حملة تطوع بين سكان المدينة، خصوصاً في صفوف ذوي القتلى والمعتقلين لإقناع أبنائهم بالانضمام إليه. وجند عشرات الأطفال الذين قرر ذووهم اعادتهم الى المدارس. ويرأس التعليم في الموصل احد قادة «داعش»، وهو مصري الجنسية مختص بالتعليم ويدعو إلى تجنيد الأطفال مبكراً كما أنه يحتجز العشرات من الأيتام في مبان خاصة». من جهة أخرى، اتهم محافظ نينوى أثيل النجيفي عدداً من السياسيين في المحافظة بعرقلة تشكيل «قوة تحرير الموصل» التي أعلن تأسيس معسكر لها قبل أسابيع في أطراف أربيل المتاخة. وقال النجيفي في بيان أمس إن «بعض رجال الحرس القديم موجودون في مفاصل الدولة ويسعون إلى إفشال جهود أهالي محافظتي الأنبار ونينوى في تسليح أنفسهم لمحاربة داعش». واعتبر «هذه الجهود ترمي إلى فسح المجال للميليشيات بالتقدم باتجاه هذه المحافظات وإبقائها بين خيارين احلاهما مر، «داعش» او الميلشيات». وفي بغداد قتل وأصيب العشرات بتفجيرات طاولت عدداً من مناطق العاصمة، كما قتل وإصيب 17 شخصاً بتفجير في العامرية، فيما اعلنت قيادة عمليات بغداد قتل عدد من عناصر «داعش». وأفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن حصيلة انفجار سيارة مفخخة أمس في منطقة المشتل، شرق بغداد، ارتفعت الى سبعة قتلى و22 جريحاً، فيما انفجرت سيارة مفخخة ثانية في منطقة العامرية، ما اسفر عن قتل اربعة اشخاص وإصابة 13 آخرين. وأعلنت «قيادة عمليات بغداد» امس أن «طيران التحالف الدولي تمكن من قتل عدد من الإرهابيين وتدمير ثلاث عربات في ضربة جوية». وأضافت ان القوات العراقية «تمكنت في عملية اعتراضية ضد الجماعات الإرهابية من قتل 16 في منطقة داود الحسن وتل الطاسة شمال بغداد، وتم تفكيك 80 عبوة ناسفة».