ضبطت شرطة منطقة الرياض عصابة من خمسة وافدين تسببت في مقتل طفلة وإصابة والديها بكسور.وتعود تفاصيل الحادثة إلى الأسبوع الماضي، عندما شاهد مقيم سوري عصابة تسرق حقيبة والدته فلحق بهم من دون أن يخطر في باله أن مطاردتهم ستجر عليه ويلات سيستمر تأثيرها عليه طوال حياته، إذ صدم قائد سيارة العصابة سيارته التي ارتطمت بجدار جهة حكومية، فأصيب وزوجته بكسور، واكتشف لاحقاً أن ابنته دانا التي كانت في المقعد الخلفي ليست في مكانها بل «طارت» من النافذة من قوة الاصطدام وسقطت على الأرض لا روح فيها. وأوضح بيان لشرطة منطقة الرياض (تلقت «الحياة» نسخة منه أمس) أن مركز شرطة الملز تبلغ من مقيم عربي في منتصف العقد الرابع من العمر، أنه عند حضور شقيقته وابنتها إلى منزلهم في حي الملز، توقفت سيارة من طراز مرسيدس إلى جانبهما ونزل منها أشخاص خطف أحدهم حقيبتها اليدوية وبداخلها جوازات سفر وجهازي هاتف نقال وسلسلة ذهبية وهربوا من المكان. وأضاف أن ابن المرأة (31 عاماً) الذي كانت ترافقه زوجته (24 عاماً) وطفلته (عامان) طارد الجناة بسيارته، وأثناء ذلك ارتطمت سيارة الجناة بسيارته ما أدى إلى انحراف سيارته واصطدامها بسور إحدى المنشآت الحكومية، فأصيب السائق وزوجته بكسور متفرقة، فيما طارت الطفلة وكرسي الأطفال المثبتة به من المقعد الخلفي إلى خارج السيارة وارتطمت بالأرض وتوفيت مباشرة. وذكر أن شرطة منطقة الرياض أوكلت مهمة تعقب الجناة لشعبة التحريات والبحث الجنائي، التي اتخذت التدابير كافة للكشف عن هوية الجناة والقبض عليهم، وأسفرت التحريات إلى تركز الشبهة في خمسة وافدين أربعة منهم من جنسية عربية والخامس أفريقي، أعمارهم تتراوح بين 17 و25 عاماً، وبعد القبض عليهم وتفتيشهم عثر بحوزة أحدهم على سلسلة ذهبية تبين أنها من بين المسروقات التي كانت تحتويها حقيبة شقيقة المبلغ. ولفت بيان الشرطة إلى أن التحقيقات المبدئية معهم قادت إلى اعترافهم بارتكاب الجريمة وتوزيع الأدوار وتقاسم المسروقات بينهم، ودلوا على موقع الحادثة وعلى محل الاتصالات الذي تم فيه بيع أحد الهواتف النقالة في حي منفوحة، واتضح أن العامل فيه من جنسية عربية (28 عاماً) عثر على الجهاز المسروق بحوزته فتم التحفظ عليه لمخالفته الأنظمة والتعليمات. وأشارت شرطة الرياض إلى أنها أحالت أوراق الجناة إلى فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة الرياض، مع الاستمرار في بحث علاقتهم بالحوادث الأخرى. المقيم السوري محمد فراس اليافي كان يغالب دموعه وهو يتحدث ل«الحياة» عن الفاجعة التي ألمت بعائلة ابن شقيقته الذي فقد طفلته دانا نتيجة الحادثة. يقول اليافي: «وقفت سيارة الأسرة التي يستقلها شقيقتي وابنها وزوجته وطفلتهما دانا في حي الملز بعد ان تبضعوا من السوق وخلفهم وقفت سيارة لا يعرفونها، وبينما كانت شقيقتي منشغلة بأخذ الأغراض من السيارة فاجأها شاب من تلك السيارة وأخذ حقيبتها التي تحتوي على 1500 ريال وجهاز هاتف نقال وجوازات سفر ولاذ بالفرار من الموقع. وأشار إلى أن ابن شقيقته الذي كان قريباً انطلق بسيارته خلف سيارة الجناة ومعه زوجته وابنته، وبدأت المطاردة من حي الملز حتى وصلت مقابل فندق المطلق في شارع المطار القديم، وعندها صدمت سيارة الجناة سيارة ابن شقيقته مرات عدة حتى انحرفت واصطدمت بعمود حديدي وشجرة كبيرة، ما أدى الى إصابته وزوجته إصابات بليغة وخروج الطفلة بمقعدها من السيارة وارتطامها بالأرض. وأشار إلى أن المارة أسعفوا الأسرة على عجل إلى أحد المستشفيات القريبة (العسكري) وتبين وفاة الطفلة نتيجة الضربة القوية التي تلقتها عقب ارتطامها بالأرض وإصابة الزوج بثلاثة كسور متفرقة، وزوجته بكسر في الساعد الأيسر، وأجريت عمليات جراحية لهما رقدوا على أثرها أياماً عدة في المستشفى. وقال: «أصر والدا الطفلة على إحضار جثتها إلى المستشفى الذي يرقدان فيه لرؤيتها لآخر مرة قبل دفنها، فأعطاهما الأطباء حقناً مهدئة كي لا يتأثرا بمنظر جثة طفلتهما، لكن الجميع تفاجأ بهما ينهضان من مكانهما ويحتضانها وتتفطرت لأصواتهما القلوب». وطالب اليافي بالقصاص العادل من المجرمين الذين حرموا العائلة من فلذة أكبادهما، مشيداً في الوقت ذاته برجال تحريات شرطة الرياض «الذين كانوا معنا لحظة بلحظة يواسوننا بمصابنا ويوفون العهد الذي قطعوه على أنفسهم أن لا يهنأ لهم بال إلا بعد إلقاء القبض على الجناة والحمد لله تحقق ذلك».