طهران، واشنطن، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب - يخوض النظام الإيراني والمعارضة اليوم، اختبار قوة جديداً، إذ حذرت السلطات الإصلاحيين من أنها ستقمع بعنف أي محاولة لاستغلال إحياء ذكرى «يوم الطالب»، لتنظيم تظاهرات احتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. في غضون ذلك، اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز إن «الباب سيظل مفتوحاً» أمام إيران للتعاون مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي. لكنه قال لقناة «سي أن أن» إن «الصورة ليست جيدة»، مذكّراً بأن الوقت يقترب من نهاية الشهر، وهو الموعد الذي حدده الرئيس باراك أوباما لطهران للاستجابة لاقتراحات الدول الكبرى حول ملفها النووي، وأهمها وقف تخصيب اليورانيوم. في الوقت ذاته، قال قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس ان القادة الإيرانيين هم افضل من يخدم الولاياتالمتحدة بسبب ما يثيرونه من قلق لدى جيرانهم في المنطقة، مشيراً الى «تسليح وتدريب وتمويل وتوجيه المتطرفين في العراق وجنوب لبنان وغزة والى حد ما في غرب أفغانستان». وأشار الى ان «مجموعة كبيرة من الخبراء، أبدوا شكوكاً في قدرة ايران على تنفيذ» بناء 10 منشآت جديدة للتخصيب. جاء ذلك بعد تأكيد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ان بلده يسعى الى امتلاك التكنولوجيا النووية الآن، لئلا يُضطر «خلال 20 او 30 سنة» الى مد يده للغربيين، حين تسود هذه التكنولوجيا العالم ويكون الأوان فات. وعشية التظاهرات المحتملة للمعارضة، نقل موقع «كلمة» عن المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي قوله: «من المحزن جداً مشاهدة الأخطاء ذاتها تتكرر من جانب السلطات التي تُصرّ على أن الإصلاحات انتهت. بعد كل هذه الضغوط، لم تنتهِ الحركة». في المقابل، اعتبر خامنئي ان الغربيين «يستخدمون ذرائع لإحداث انشقاقات في صفوف الشعب الإيراني، عندما تكون التهديدات بشن هجمات او فرض عقوبات غير فاعلة». وقال: «علينا ان نحرص على عدم التفوه بكلمات تسبّب الانقسام». في الوقت ذاته، أعرب رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني عن اسفه ل «الوضع السائد في البلد حتى أصبحت الانتقادات البناءة لا تُحتمل». ودعا الى «توفير اجواء من الحرية لإقناع غالبية الشعب الإيراني» بعدم الانقلاب على النظام، مضيفاً: «اذا فُرض سلوك طريق الاعتدال في المجتمع، يمكن بذلك تسوية كثير من المشاكل الحالية». وفي محاولة لحجب الاحتجاجات المتوقعة، علّقت وزارة الثقافة الإيرانية التصاريح المعطاة للصحافيين والمصورين الذي يعملون لحساب وسائل إعلام أجنبية، والتي تسمح لهم بتغطية الأحداث في الشوارع. وحذرت الوزارة ايضاً الصحف الإصلاحية المحدودة التي لا تزال تصدر، من نشر مواد «تثير الانقسام» كما اوردت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) التي حددت 4 صحف هي: «اعتماد» و»حياة نو» و»أفتاب-ي-يزاد» و»اسرار». تزامنت هذه الإجراءات مع قطع السلطات خطوط شبكة الإنترنت مع الخارج، لحرمان المعارضة من أهم وسيلة اتصال تملكها. ومنع ذلك السكان من الدخول إلى البريد الإلكتروني، كما حجبت المواقع الإلكترونية للمعارضة، خصوصاً انها دعت الإصلاحيين الى التجمع في ذكرى «يوم الطالب» قرب حرم جامعة طهران حيث سيُعقد التجمع الرسمي الرئيسي. وحذر موقع «موجكامب» الإصلاحي من ان «احتجاجات الشوارع الإثنين تفتقر الى السلامة التي يتمتع بها المتظاهرون في اي تظاهرة رسمية»، متوقعاً «اتخاذ اجراءات عنيفة» اليوم. وكان «الحرس الثوري» والشرطة حذرا من انهما سيقمعان أي تجمع «غير قانوني» تنظمه المعارضة اليوم، في الاحتفالات ب»يوم الطالب» الذي يحيي ذكرى مقتل ثلاثة طلاب عام 1953 أثناء زيارة لريتشارد نيكسون نائب الرئيس الأميركي آنذاك، خلال حكم الشاه السابق وبعد شهور فقط على اطاحة رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق.