أكد المهندس الاختصاصي في هندسة وإدارة التشييد الدكتور نبيل عباس ل«الحياة» أن حجم خسائر المباني من جراء السيول والأمطار التي هطلت على جدة أخيراً، تصل إلى نحو بليون ريال. وأوضح الدكتور عباس أن أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة حجم الكارثة يعود إلى تدني مستوى جودة تنفيذ الشوارع من حيث الردميات والإسفلت. وتدني جودة تنفيذ المباني من حيث أعمال العظم والردميات والبناء. وقال: «غالباً ما يكون البناء تم بإشراف هندسي ضعيف أو من دون إشراف نهائياً، ونفذ بواسطة مقاولين غير مؤهلين أو عمالة جاهلة. وأُكثر فيه من استخدام مواد بناء غير مناسبة، واتضح ضعف المبنى وعدم مناسبته لظروف الكوارث، مثل: الإفراط في استخدام الأسقف الخفيفة على الهياكل المعدنية والواجهات المعدنية غير المناسبة في المعارض، ما كثر معها الدمار بسبب بحث الملاك عن الأرخص والاعتماد على العمالة غير المدربة في إنشاء المعارض». وكان فريق هندسي وقف على مباني الأحياء السكنية المتضررة من جراء أمطار السيول، وكذلك الأسباب التي أدت إلى زيادة حجم الكارثة برئاسة الدكتور المهندس نبيل عباس. وقال عباس: «بما أننا فريق من المهندسين وهدفنا هو مشاهدة التأثيرات على المباني والبنية التحتية في المخطط فقد دونّا مشاهدتنا، إذ إن هناك كسوراً في بعض مناطق الإسفلت في الشوارع وهناك مناطق حدث فيها انجراف للتربة تحت الإسفلت من السيول وبعضها خطر إذا تحركت فوقه مركبات متوسطة أو تحركت إلى جواره مركبات ثقيلة، كما وجدنا تربة قد انجرفت من تحت بعض المباني وانكشفت الأساسات، ما يعني أن التربة المحيطة بتلك المباني انجرفت أولاً تاركةً الأمر لمياه السيول لجرف التربة من تحت الطابق الأرضي بعد انهيار المباني الحامية للردم فوق وحول الأساسات». وأضاف: «كما وجدنا كابلات ظاهرة في بعض المباني التي انجرفت تربتها قد تسبب خطورة على المارة في الشارع، كما كان هناك كثير من المواسير الخاصة بالصرف الصحي في المباني ظاهرة بعد انجراف التربة عنها وانكسار بعض هذه المواسير»، مشيراً إلى أنه يمكن تقسيم أسباب الدمار إلى نوعين، مباشرة وغير مباشرة. وتابع: «من الأسباب المباشرة مرور السيل وسط الحي السكني من دون أن يكون له مجرى مخصص (وفي الغالب من دون أن يكون هناك شبكة لتصريف المطر)، أو أن هذا التصريف في حال وجوده أو استخدام الميول الطبيعية فيه فهو غير كاف أو غير كفء». وعن طرق العلاج أكد أن «العلاج يمكن أن يكون على مستويين: علاج فوري وعلاج طويل الأمد». ومن العلاج الفوري عمل مجاري سيول ضمن شبكة كاملة لمدينة جدة إما فوق الأرض وتخترق الأحياء وتسمى سطحية أو في أنفاق تحت الأرض، أو تكون حول المخططات السكنية لتفادي الكتل السكانية، وإيجاد خطة إنذار مبكر للكوارث والتدريب عليها، وإشراك بعض أهل الحي في التدرب عليها، وإيجاد خطة إخلاء مناسبة وواقعية ويتم تثقيف أهل الحي والأحياء الأخرى بتفاصيلها، مع وجود تدخل صحي وبيئي فوري حتى لا تكون هذه المناطق بؤراً لتكاثر الحشرات أو الأمراض واستكمال إزالة النفايات من الحي». وزاد: «أما أساليب العلاج طويلة الأمد فهي تحسين مستوى جودة البنية التحتية، والاهتمام بالمنتج النهائي، وتحسين مستوى جودة المباني وتثقيف المواطنين في هذا الشأن».