أعلن وزير الداخلية الكيني جوزيف نكايسيري، أن بلاده «لن تخضع للإرهابيين»، وذلك غداة الهجوم الذي شنّته «حركة الشباب الإسلامية» الصومالية على مبنى سكن الطلاب في جامعة موي بمدينة غاريسا (شرق)، التي تبعد 150 كيلومتراً عن حدود الصومال، وأسفر عن 147 قتيلاً على الأقل و79 جريحاً، بينهم كثر في حال حرجة، ما يرجّح ارتفاع عدد القتلى. الهجوم الذي استمر يوماً كاملاً، اعتُبر الأكثر دموية في البلاد منذ التفجير الذي تبناه تنظيم «القاعدة» واستهدف السفارة الأميركية في نيروبي عام 1998، حين قتل 213 شخصاً. وهو أيضاً الأكبر ل «حركة الشباب» التي أعلنت في أيلول (سبتمبر) 2013، مسؤوليتها عن الهجوم على مركز ويست غايت في نيروبي، والذي أوقع 67 قتيلاً، ثم عن سلسلة هجمات دموية على بلدات في الساحل الكيني في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) 2014، شهدت إعدام 96 شخصاً على الأقل. وقال نكايسيري لصحافيين في موقع الهجوم بغاريسا: «لن تخضع الحكومة للإرهابيين الذين اختاروا قتل الأبرياء، لإضعافها وإذلالها. الحكومة مصرّة على مواجهتهم، وسنربح هذه الحرب ضدهم». لكنّ سكاناً محليين وذوي الضحايا، أبدوا غضبهم الشديد من فشل الحكومة في منع سفك الدماء، خصوصاً بعد صدور تحذيرات الأسبوع الماضي من هجوم وشيك على الجامعة. وقال محمد سالات، وهو رجل أعمال صومالي كيني: «تحدث هذه الأمور بسبب تراخي الحكومة. ليس مقبولاً أن يحصل ذلك في ظلّ هذه الإشاعات». وأكد وزير الداخلية، استمرار تمشيط قوات الأمن مبانيَ الجامعة للسماح بالطلاب بدخولها مجدداً، علماً أن المركز الوطني لإدارة الكوارث أعلن بعد 16 ساعة على بدء الهجوم، انتهاء العملية العسكرية للقوات الكينية باستعادة السيطرة على حرم الجامعة ومقتل 4 مهاجمين. وفُرض حظر تجوّل من ليل الخميس حتى 16 الشهر الجاري، في المناطق الثلاث المحاذية للحدود مع الصومال، إضافة الى منطقة رابعة مجاورة لغاريسا. ودان البابا فرنسيس الهجوم، وقال: «بدا واضحاً استهداف المسيحيين بوحشية غير مبررة»، فيما روى ناجون كيف سخر المهاجمون من الطلاب، كما أجبروهم تحت تهديد السلاح قبل قتلهم، الاتصال بأهاليهم ليضغطوا على الحكومة الكينية كي تسحب قواتها من الصومال. وقال طالب يدعى سالياس أوموسا (20 سنة)، إن «المسلحين أيقظوا الطلاب حين اقتحموا مبنى سكنهم فجر الخميس، وفصلوا المسلمين عن غير المسلمين «وفق ملابسهم». وأضاف: «صرخ المهاجمون قائلين: «نحن لا نهاب الموت، ستكون عطلة فصح جميلة بالنسبة إلينا، ثم بدأوا بإطلاق النار». وفيما فتّش المسلحون الغرف لقتل من تبقى من الطلاب، لطّخ بعض التلامذة أنفسهم بدماء زملائهم القتلى وتظاهروا بأنهم مصابون. وقال روبين نياورا، وهو عامل في وكالة إغاثة دولية: «الفتيات أخبرنني أن المسلحين قالوا إنهم جاؤوا قاتلين أو مقتولين، ثم أمروا النساء بأن يلطخن أنفسهن بالدماء وسخروا منهن». وتابع: «روّعني عدد الجثث المنتشرة في سكن الطلاب، ورأينا قتلى تفجرت رؤوسهم والرصاص في كل مكان». الى ذلك، كتب مجلس الأمن القومي الأميركي على «تويتر»: «تدين الولاياتالمتحدة بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي الذي استهدف اليوم رجالاً ونساءً أبرياء في جامعة غاريسا». كما نددت لندن بالهجوم «المنافي للمنطق»، على غرار الأمين العام للأمم المتحدة الذي طالب بإحالة المسؤولين الى القضاء.