قتل 100 شخص على الأقل وجرح 79 بهجوم شنه مسلحون من «حركة الشباب الإسلامية» الصومالية المتشددة على سكن الطلاب في جامعة مدينة غاريسا شمال شرقي كينيا، حيث احتجز المتشددون أيضاً عدداً غير محدد من الطلاب «غير المسلمين» رهائن بعد إطلاقهم 50 طالباً مسلماً، كما أفاد الصليب الأحمر. وتبعد غاريسا 150 كيلومتراً من الحدود مع الصومال، حيث تقاتل قوات كينية متشددي «الشباب» منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2011. وأعلن وزير الخارجية الكيني جوزف نكاسيري إخلاء ثلاثة أرباع مباني الحرم الجامعي ال20 وتوقيف أحد منفذي الاعتداء، موضحاً أن عدداً غير محدد منهم فتح النار على حارسين عند مدخل الجامعة فجراً، ثم أطلقوا النار عشوائياً واقتحموا مبنى السكن الجامعي الذي يُقيم فيه مئات من الطلاب. كما سُمع دوي انفجار. وقال نكاسيري ان نحو 500 من بين 815 طالبا بات مصيرهم معروفا بينما قتل أربعة من مقاتلي «حركة الشباب» وزال 90 في المئة من الخطر. غير أنه حذر من أن «العملية مستمرة وأن أي شيء يمكن أن يحدث.» وأفاد الطالب جافيت موالا الذي نجح في الفرار من حرم الجامعة: «لم يستطع كثيرون مغادرة المبنى بعدما باغتهم المهاجمون بإطلاق النار عليهم وهم نائمون». وروى طلاب أن إشاعات سرت أخيراً عن هجوم وشيك على الجامعة. وقال أحدهم نيكولا موتوكو: «لم يأخذ أحد ذلك على محمل الجد»، فيما قالت طالبة تدعى كاترين: «اعتقدت بأنها كذبة الأول من نيسان (أبريل)». وقال شيخ علي محمد راج، الناطق باسم «حركة الشباب»، إن «مهمة رجالنا هي قتل جميع الذين هم ضدنا، خصوصاً أن كينيا في حال حرب مع الصومال». وأضاف: «أفرج رجالنا عن المسلمين، ونعتقل المتبقين رهائن». ويأتي الهجوم غداة تأكيد الرئيس أوهورو كينياتا، أن «كينيا بلد آمن كأي بلد آخر في العالم»، بعدما وجهت لندن تحذيرات أمنية جديدة لرعاياها في هذا البلد. ومنذ 2011، كثفت «حركة الشباب» عملياتها في أراضي كينيا، ووسعتها الى العاصمة نيروبي ومومباسا الميناء الرئيسي في شرق أفريقيا. واستهدفت في أيلول (سبتمبر) 2013، مجمع «ويست غايت» التجاري في نيروبي، حيث قتلت 67 شخصاً، ثم شنت سلسلة هجمات دموية على بلدات في الساحل الكيني في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) 2014، وأعدمت 96 شخصاً على الأقل بدم بارد. وتشهد المناطق الكينية على طول الحدود الممتدة مسافة 700 كيلومتر مع الصومال، خصوصاً غاريسا ومانديرا ووجير (شمال شرق) هجمات. وفي نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، أوصت نقابات الأطباء وأطباء الأسنان والأساتذة العاملين في هذه المجالات، بمغادرة المناطق المحاذية للحدود مع الصومال، طالما تعجز السلطات عن ضمان أمنهم، بعدما أعدمت «حركة الشباب» 28 راكباً في باص معظمهم أساتذة، قرب مانديرا. وفي شباط (فبراير) الماضي، تظاهر 200 أستاذ من العاملين في شمال شرقي كينيا، في نيروبي، للمطالبة بنقل مراكز عملهم بعدما «صدمتهم» الهجمات المتكررة.