انتقدت موسكو حملات دعائية معادية للروس في الولاياتالمتحدة، ووصفتها بأنها «موجهة وتهدف الى التحريض على كل ما هو روسي». وفي مؤشر الى مستوى التدهور الذي وصلت اليه علاقات موسكوبواشنطن، نشر الموقع الالكتروني للخارجية الروسية أمس، بياناً شديد اللهجة حمل على ما وصفه بأنه «حملة منظمة تستهدف روسيا وتحاول ان تقدمها للمتلقي بأنها العدو الاول». وأشار الى وقوف وسائل اعلام ومراكز سياسية بارزة ومؤسسات اجتماعية وراء الحملات المتزايدة التي «تتخذ طابعاً منظماً وموجهاً». وأشار البيان الروسي الى ان موسكو «تراقب بدهشة واستياء استمرار اتساع حجم الحملات المعادية لروسيا القائمة على التحريض، ويتم فيها استخدام ادوات عهود الحرب الباردة». وأشار البيان الى دعوة اطلقها الجنرال الاميركي السابق روبرت سكلسيا الشهر الماضي، على شاشة واحدة من كبريات محطات التلفزيون الاميركية ل «قتل الروس» في أوكرانيا، اضافة الى تصريحات القائد السابق لحلف الاطلسي في اوروبا ويسلي كلارك الذي حذر قبل ايام في اجتماع «المجلس الاطلسي» في واشنطن من «الخطر الروسي» باعتباره تهديداً للعالم. وكاد هذا الجنرال ان يتسبب في العام 1999 بنشوب نزاع واسع النطاق عندما امر قواته بقصف وحدة مظليين روسية هبطت في مطار بريشتينا قبيل التدخل «الاطلسي» في صربيا. وحذرت الخارجية الروسية من ان تصريحات «المسؤولين السابقين لا تختلف في جوهرها عن تصريحات مسؤولين حاليين في الادارة الاميركية»، وكلها تنطلق من التحريض على الروس والدعوة الى تسليح اوكرانيا بهدف مواجهة روسيا. وتعد هذه اللهجة غير مسبوقة في بيانات الخارجية الروسية. وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف حذر قبل اسابيع من ان «علاقات روسياوالولاياتالمتحدة وصلت الى الحضيض». واعتبر ديبلوماسي روسي تحدث الى «الحياة» ان القطيعة الروسية الاميركية «ستستمر لفترة طويلة حتى لو تحقق تقدم في تسوية الملف الاوكراني» لأن «الازمة الاوكرانية شكلت الفتيل الذي اشعل الملفات الخلافية كلها وعلى رأسها موضوع تمدد نشاط الاطلسي والسياسة الاميركية العسكرية في اوروبا (إشارة الى الدرع الصاروخية ونشر وحدات اميركية وقطع حربية في البحر الاسود) وتجاهل الاميركيين مصالح روسيا في الفضاء السوفياتي السابق».