اتهمت تونس التي انطلق منها أكبر عدد من المقاتلين الأجانب نحو سورية والعراق، تركيا ب«تسهيل» تنقل «الإرهابيين» نحو جارتيها وب«المساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر على الإرهاب في تونس». وقال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش في مؤتمر صحافي: «طلبنا من سفيرنا في أنقرة لفت انتباه السلطات التركية إلى أننا لا نريد من دولة إسلامية (تركيا) أن تكون مساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر على الإرهاب في تونس بتسهيل تنقل ارهابيين نحو العراق وسورية تحت مسمى الجهاد». وأضاف: «نحن لا نعتبر هؤلاء (المقاتلين) مجاهدين ولا علاقة لهم بالجهاد لا من قريب ولا من بعيد، هم شباب مغرر بهم»، مشيراً إلى أن غالبيتهم عبر إلى العراق وسورية عبر الحدود البرية التركية. وتعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول حكومي تونسيتركيا ب«تسهيل» عبور مقاتلين تونسيين الى سورية والعراق. وقال البكوش: «يوجد تونسيون يقاتلون في العراق، يقاتلون في سورية، ويقاتلون في ليبيا»، موضحاً أن "المسلك (الذي يتبعه المقاتلون) هو العبور غير القانوني عبر ليبيا، ثم الطيران إلى تركيا (..) والبعض يعودون من هذا المسلك ذاته». وتابع: «بعض الذين قاتلوا هناك (في العراق وسورية) عادوا ليقوموا بأعمال إرهابية في تونس». ووفق تقارير مراكز أبحاث غربية، فإن تونس هي المصدر الأول في العالم للمتطرفين الذين يقاتلون اليوم في سورية والعراق وليبيا مع تنظيمات متشددة مثل «الدولة الإسلامية» (داعش). وتبنى «داعش» هجوماً دموياً استهدف متحف «باردو» الشهير في العاصمة تونس وأسفر عن مقتل 21 سائحاً أجنبياً وشرطي تونسي، في 18 آذار (مارس) الماضي. ويقاتل نحو ثلاثة آلاف تونسي مع هذه التنظيمات وفق إحصائيات لوزارة الداخلية التونسية التي أعلنت مطلع 2015 أن أجهزة الأمن منعت في عام واحد نحو 10 آلاف تونسي من السفر إلى الخارج للالتحاق بتنظيمات متطرفة. وذكرت أيضاً أن نحو 500 مقاتل من هؤلاء عادوا إلى تونس في الأشهر الأخيرة.