وصفت حركة «حماس» قرار اسرائيل باستمرار فرض الحصار المحكم على قطاع غزة حتى بعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى واطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت بأنه «صورة من صور العدوان الإسرائيلي». وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح إن القرار الإسرائيلي «يفرض على المجتمع الدولي مجدداً تحمل مسؤولياته لمواجهة العدوان الإسرائيلي كونه يمثل تجاوزاً للقانون الدولي». وأضاف أبو زهري أن «الموقف الإسرائيلي بالإبقاء على حصار غزة حتى في حال إجراء صفقة التبادل، يؤكد أن هذا الحصار لم يكن مرتبطا بقضية أسر شاليت، كما يؤكد أن خلفيات هذا الحصار سياسية». وزاد أن الحصار فرض «لاعتبارات سياسية مرتبطة بفوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية» عام 2006، أي قبل ستة أشهر من أسر شاليت. وأكد أن «حماس لن تستسلم لاستمرار الحصار الإسرائيلي، وستبقى تبحث عن كل البدائل لكسره وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني». وعن تأثير القرار الإسرائيلي على المفاوضات الجارية لعقد صفقة تبادل الأسرى واطلاق شاليت، قال أبو زهري إن «هناك جهات مختصة في الحركة ستدرس هذا الأمر وتقوّم الأمور في شأنه». وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرئيلية كشفت أن «المستوى السياسي والأمني الاسرائيلي قرر أن صفقة شاليت لن تغير سياسة اسرائيل ازاء الطوق (الحصار) على قطاع غزة، ومنع تنقل الاشخاص والبضائع بين القطاع والضفة الغربية، باستثناء الحالات الانسانية والمنتجات الحيوية». ويحرم الحصار المحكم الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ فوز «حماس» في الانتخابات، وشددته في أعقاب أسر شاليت ثم في أعقاب سيطرة «حماس» على القطاع في 14 حزيران (يونيو) 2007، الفلسطينيين في القطاع من استيراد نحو أربعة آلاف صنف من السلع والمواد الخام. وتستثني اسرائيل من بين السلع نحو 40 صنفاً فقط من المواد الغذائية والأدوية والمنظفات. ولجأ الغزيون الى أنفاق التهريب أسفل الحدود مع مصر لتهريب معظم احتياجاتهم لاستمرار انتظام حياتهم. صفقة التبادل خلال اسبوعين؟ من جهة أخرى (أ ف ب)، توقع النائب الاسرائيلي «العمالي» دانييل بن سيمون امس ان تحصل عملية تبادل اسرى خلال الاسبوعين المقبلين. وأكد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قرر التوصل الى اتفاق سريع، مضيفاًً خلال تظاهرة ثقافية في بئر السبع ان «الاتفاق سيعلن أمام الرأي العام في موعد اقصاه اسبوع او اثنان». لكن مكتب رئيس الوزراء نفى هذه المعلومات بشدة، وقال ان «رئيس الوزراء لم يقل ابداً هذا الأمر، لا لشخصية سياسية ولا لأي شخص آخر». واشاد بن سيمون بما اعتبره «عملاً قيادياً» من جانب نتانياهو، مؤكداً ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت «لم يكن مستعداً لدفع الثمن كاملا من اجل شاليت، وانا سعيد بأن يقوم نتانياهو بما لم يكن اولمرت مستعداً للقيام به». وأكد ان القيادي «الفتحاوي» الأسير مروان البرغوثي سيكون من بين المعتقلين المفرج عنهم، وقال: «انه على القائمة، لكن المسألة هي معرفة ما اذا كان سينفى الى الخارج او سيتمتع بحرية التحرك في الضفة الغربية». وأضاف: «ثمة مفاوضات (لتحديد) ما اذا كان سيفرج عنه في رام الله (الضفة) او سيتم ارساله الى الخارج لوقت معين». وكان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان رفض في شكل قاطع الاربعاء ان يكون البرغوثي من ضمن المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم في مقابل شاليت.