في اليوم السابع لعملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية، ركّز طيران التحالف العربي ضرباته أمس على معقل جماعة الحوثيين في محافظة صعدة (شمال)، وطاول مواقع لها ومعسكرات للقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في صنعاء والحديدة ومأرب وإب وتعز، في وقت أدت الغارات المساندة لأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي إلى تقدُّمهم في محافظة الضالع وتراجع المسلّحين الحوثيين. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود، أن رتْل دبابات للحوثيين وأنصارهم في الجيش، يتقدّم إلى منطقة خور مكسر في عدن. (للمزيد). وأكدت ل«الحياة» مصادر في محافظة حضرموت أن ألوية ووحدات الجيش اليمني المرابطة على إمتداد المحافظة والتي تتبع المنطقة العسكرية الأولى كانت حددت موقفها مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ومع الشرعية، وقررت عدم تنفيذ أي تعليمات ترد إليها من صنعاء، في حين بدأت ألوية عسكرية في محافظات تعز وأبين والحديدة إعلان وقوفها مع الرئيس هادي، وتمردها على سيطرة الحوثيين على مركز القيادة العسكرية في العاصمة صنعاء. إلى ذلك أكدت ل «الحياة» مصادر في محافظة لحج بأن القوات المشتركة للجيش والحوثيين تراجعت عن مواقع متقدمة كانت تحتلها في محافظة لحج، ومواقع في مناطق مختلفة من محافظة البيضاء نتيجة الضربات الجوية والمراقبة المستمرة على مدار الساعة لطيران التحالف، وقالت هذه المصادر بأن مسلحي القبائل والقوات العسكرية المؤيدة للشرعية تعمل على الإستفادة من ضربات التحالف لجهة تراجع الحوثيين، والتقدم في المواجهات معها على مختلف الجبهات. ويخشى اليمنيون أن تسفر العمليات العسكرية عن زيادة معاناتهم المعيشية، وارتفاع الأسعار، وإختفاء المواد الأساسية، وتدمير البنى التحتية، دون أن ترغم الحوثيين على الخضوع للشرعية، والعودة إلى طاولة الحوار على أساس المبادرة الخليجية. وفيما تواصلت المواجهات على أطراف مدينة عدنالشرقية والشمالية، تقدَّمت القوات الموالية للحوثيين في جبهة شبوة (وسط) وسيطرت على مديرية حريب بعد استكمال سيطرتها على مديرية بيحان، في حين شهدت صنعاء خلال النهار هدوءاً نسبياً، واللافت هو اختفاء كامل للوقود والسلع الأساسية التي ارتفعت أسعارها، واستمرار حركة النزوح إلى القرى. وللمرة الأولى، دان حزب «التجمع اليمني للإصلاح» في صنعاء، الحرب التي يقودها الحوثيون في عدن والمناطق الجنوبية، ووصفها بأنها «مجنونة»، داعياً إلى وقفها سريعاً، كما جدّد حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه علي صالح رفضه عملية «عاصفة الحزم»، مطالباً بوقف الغارات. في محافظة الحديدة، قالت مصادر أمنية وطبية إن قذائف أصابت في وقت مبكر أمس مصنعاً لإنتاج الألبان والزيوت قرب مواقع عسكرية في مدينة الحديدة، فقُتِل 40 شخصاً من عمال المصنع وأُصيب 80 آخرون بحروق، ولحِقَتْ أضرار جسيمة بالمصنع نتيجة حريق. وقالت مصادر عسكرية ل «الحياة» إن طائرات التحالف العربي ركّزت قصفها نهار أمس على مواقع في محافظة صَعْدَة، وامتدّت الغارات لتشمل الشريط الحدودي الشمالي الغربي مستهدفة ثكن الحوثيين ومخازن سلاح ومعسكرات للجيش موالية للجماعة وعلي صالح. ولم تمنع الغارات تقدم الحوثيين وأنصارهم من الجيش في محافظة شبوة، إذ أكدت مصادر قبلية أنهم تجاوزوا مديرية بيحان بعد السيطرة عليها ودحر رجال القبائل، ووصلوا إلى مديرية حريب وأحكموا سيطرتهم عليها بعد مواجهات أوقعت قتلى وجرحى. وواصل الحوثيون تشديد الحصار على عدن وقصفها من أماكن تمركزهم في شرقها، حيث مديرية خور مكسر، وشمالها حيث مديرية دار سعد، مع استمرار اشتباكات ومعارك كرٍّ وفرٍّ وقنص في المدينة التي تعاني نقصاً حادّاً في الخدمات الصحية والإنسانية نتيجة المواجهات. وروى شهود في المدينة أن طائرات التحالف والبوارج الحربية قصفت مواقع للحوثيين في خور مكسر والمطار ودمرت آليات ثقيلة، فيما وصلت تعزيزات إضافية للجماعة عبر لحج وأبين. وجدّد حزب «المؤتمر الشعبي» على لسان أمينه العام عارف الزوكا، إدانته الغارات الجوية على اليمن، ملوِّحاً بأنه «لن يظل متفرجاً». وساهمت الضربات الجوية في تصدُّع جبهة الضالع، حيث انهار معسكر اللواء المدرّع 33 ودبّت الانشقاقات في صفوفه، فتركها عشرات الجنود في حين تولى مسلحو الجماعة قيادة المواجهات مع أنصار هادي من مسلحي القبائل و «اللجان الشعبية الجنوبية». وأفادت مصادر متطابقة أن أنصار هادي بقيادة العميد ثابت جواس سيطروا على مواقع لخصومهم، واستولوا على عتاد عسكري مستفيدين من مساندة الغارات الجوية لهم، في ظل تراجع الحوثيين إلى قعطبة شمالاً.