تركزت غارات التحالف العربي في اليمن على عدن فجر أمس، في وقت أعلنت منظمات إنسانية عن قلقها من قتل مزيد من المدنيين يوماً يعد يوم. وقصف الطيران والبحرية التابعان للتحالف بقيادة السعودية مواقع الحوثيين بعد سلسلة غارات ليلية استهدفت مراكز أخرى خصوصاً في صنعاء. وركزت الغارات في عدن على المجمع الحكومي في حي دار سعد، شمال المدينة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، على ما أفاد ضابط موال للرئيس عبدربه منصور هادي. وأكد سقوط «قتلى وجرحى في صفوف المتمردين» من دون أن يقدم حصيلة محددة. واستهدف القصف مقر اللواء الخامس المتمركز في شمال عدن والموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح بالإضافة إلى المطار الدولي في وسط المدينة، على ما أكد المصدر ذاته. إلى ذلك، قال أحد قادة اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي إن 26 حوثياً وقعوا في الأسر خلال معارك في عدن. وذكر سكان أن طيران التحالف العربي استهدف خلال الليل قاعدة للحرس الجمهوري في منطقة يريم في محافظة إب وسط اليمن. كما تم استهداف مواقع عدة للحوثيين في محافظتي حجة وصعدة. وكان الحوثيون انطلقوا من صعدة إلى صنعاء التي سيطروا عليها في شباط (فبراير)، كما سيطروا على مناطق في الوسط والغرب والجنوب وهددوا الأسبوع الماضي عدن. وتزداد الظروف المعيشية تدهوراً مع انقطاع في المياه والكهرباء ونقص في المواد الغذائية في حين أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الثلثاء أنها عالجت «أكثر من 550 جريحاً منذ 19 آذار (مارس) أصيبوا في اشتباكات عدن ولحج ومناطق أخرى في الجنوب. وقد أكد الناطق العسكري للتحالف العربي اللواء أحمد عسيري أن الهدف من الغارات هو وقف تقدم الحوثيين باتجاه عدن. كما أقر باحتمال سقوط مدنيين «لكن ذلك ليس ضمن أهداف العملية فالأضرار الجانبية يمكن أن تقع». وبعد قتل نحو أربعين نازحاً في غارة على مخيم الإثنين، إن مدنيين آخرين قضوا جراء القصف الذي استهدف ليل الثلثاء - الأربعاء مناطق أخرى في البلد. وفي الحديدة، قالت مصادر طبية أن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب عشرة آخرون بقصف أصاب مصنعاً للألبان في المدينة الواقعة على البحر الأحمر. ولم تتوضح ملابسات قصف المصنع، فبعض الشهود يؤكد أن قوات الجيش المؤيدة لصالح أصابته عندما كانت ترد على الغارات، في حين يقول آخرون إن القصف ناجم عن غارة لقوات التحالف العربي. وأفادت مصادر طبية بأن ستة أشخاص قتلوا في غارة استهدفت مرفأ ميدي في محافظة حجة، شمال غربي اليمن. وأعرب الاتحاد الأوروبي الثلثاء «عن قلقه البالغ» للخسائر بين المدنيين. وقالت ناطقة باسم رئيسة الاتحاد فيديريكا موغيريني: «نحن قلقون جداً من آثار المعارك في اليمن التي لها انعكاسات رهيبة على السكان. والمعلومات عن ضحايا مدنيين محزنة». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «قلقه العميق» من المعلومات التي تحدثت عن قتل عدد كبير من المدنيين. وذكر أن «على كل الأطراف المعنيين بالعمليات العسكرية في اليمن أن تندرج ضمن القانون الإنساني الدولي لجهة حماية المدنيين». وأعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) الثلثاء أن 62 طفلاً على الأقل قتلوا وأصيب 30 آخرون منذ أسبوع. ولفت الصندوق إلى أن «المعارك أصابت الخدمات الصحية الأكثر بدائية بأضرار كبيرة وكذلك النظام التعليمي»، مشيراً إلى «انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية» كمشكلتين تطاولان الأصغر سناً.