واشنطن - يو بي أي - تراجعت شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى ما دون 50 في المئة، على رغم تأييد غالبية الأميركيين لسياسته الجديدة في أفغانستان. وأظهر استطلاع أجرته شبكة «سي أن أن» الأميركية أن نسبة التأييد لأوباما وصلت إلى 48 في المئة بتراجع 7 في المئة عن الشهر الماضي. واوضح مسؤول الاستطلاعات في «سي أن أن» كيتينغ هولند أن نسبة التراجع الأكبر سجلت لدى المواطنين البيض غير المتعلمين، ما يشير إلى أن تراجع الشعبية ناتج عن الأزمة الاقتصادية وليس السياسة في أفغانستان. وأيَّد 6 من اصل 10 مستفتين خطة أوباما إرسال 30 ألف جندي اضافي إلى أفغانستان، والنسبة ذاتها تحديده عام 2011 موعداً للانسحاب من البلاد، على رغم اعتبارهم أن كشف هذا الأمر مسبقاً أمر خاطئ. ودعم معظم المستطلعين سياسة أوباما في أفغانستان، لكن ليس الحرب فيها، محملين سلفه جورج بوش مسؤولية تداعيات هذه الحرب، فيما أكدوا أنهم سيحمّلون أوباما المسؤولية بدءاً من عام 2011. كذلك كشف استطلاع جديد في الولاياتالمتحدة، انقسام آراء الأميركيين حول استراتيجية أوباما في أفغانستان وإمكان تحقيق ادارتهم أهدافها في هذا البلد. وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» ان نسبة 73 في المئة من المستفتين يعتقدون بأن رصد الأموال وإنفاقها في افغانستان، قد يأتي على حساب تحقيق أهدافهم الداخلية. لكن ذلك لم يمنع تأييد 51 في المئة من المستفتين استراتيجية أوباما في أفغانستان، في مقابل معارضة 48 في المئة لها. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن أوباما الذي انتقد بوش دائماً على إرساله تعزيزات إلى العراق، استوحى منه هذه الخطوة، حين أعلن إرسال 30 آلف جندي إضافي إلى أفغانستان. ونقلت عن أحد مساعدي اوباما الاستراتجيين: «ناقشنا القرار طويلاً، وأكدنا للرئيس ان الأمر الوحيد المشترك بين العراق وأفغانستان هو الرمال الكثيرة». ويؤكد المحللون أن قرار إرسال تعزيزات إلى العراق نجح لأن القبائل السنية في محافظة الأنبار والمعروفة بالصحوة حاربت المتطرفين من تنظيم «القاعدة» ومعظمهم أجانب، في حين لا يبدو أن هذا الأمر سيحصل في أفغانستان، على رغم محاربة ميليشيات محلية لحركة «طالبان»، كما أن غالبية المتطرفين في أفغانستان هم من أبناء البلد وليسوا أجانب. وفيما بدا ان الفارق الأكبر بين قراري بوش واوباما ارسال تعزيزات، تمثل في تحديد الرئيس الحالي اطاراً زمنياً للانسحاب ينتهي عام 2011، والذي يهدف نظرياً إلى إفهام الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أن للصبر الأميركي حدوداً، انتقد الجمهوريون هذا الإعلان. ووصفت ميغان ساليفن، أحد مهندسي إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق في عهد بوش القرار بأنه «قاتل للاستراتجية العامة»، لافتة إلى أن القيادات الأفغانية والباكستانية قد تعتبره إعادة لما حصل عام 1989، حين انسحبت القوات الأميركية بعد هزم الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. ويتوقع أن يزور مسؤولون كبار في إدارة أوباما كلاً من كابول وإسلام آباد للتأكيد أن الأميركيين لن يتركوهم.