لليوم الخامس على التوالي واصلت طائرات التحالف العربي غاراتها على مناطق متفرقة في اليمن، في إطار «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية لشل القدرات العسكرية والدفاعية للقوات الموالية لجماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، وإسناد المقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في المناطق الجنوبية. وسمع دوي القصف في صنعاء ليلاً حتى آخر النهار في أكثر من موقع وامتدت الغارات الجوية إلى أطراف عدنجنوباً مسنودة بالبارجات الحربية المصرية التي قصفت لليوم الثاني تعزيزات عسكرية تابعة لصالح والحوثيين حاولت دخول عدن من جهة الشرق بعد أن سيطرت على مدن محافظة إبين المجاورة، حيث مسقط رأس الرئيس هادي. وفيما تقدم الحوثيون والقوات الموالية لهم نسبياً في جبهة محافظة الضالع تلقوا ضربات موجعة كبدتهم خسائر في المعدات والأرواح وأجبرتهم على التراجع من بعض المواقع في محافظة البيضاء التي يناهضهم فيها مسلحو القبائل وعناصر من تنظيم «القاعدة». وأفادت مصادر عسكرية «الحياة»، بأن طائرات»عاصفة الحسم» واصلت في اليوم الخامس قصف معسكرات صنعاء التابعة لما كان يعرف بقوات «الحرس الجمهوري» إذ أغارت على معسكر ألوية الصواريخ والقوات الخاصة غرب العاصمة واستهدفت معسكر ألوية الاحتياط في جنوبها كما ضربت معسكر «الخرافي» في شمالها الشرقي، ومواقع قرب المطار والجبال المحيطة بالمدينة حيث تتمركز الدفاعات الجوية. وأضافت المصادر أن الغارات استهدفت مواقع للحوثيين في صعدة وعلى امتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي، كما امتدت إلى وسط البلاد في مأرب وشبوة، إذ استهدفت مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة ومواقع للدفاع الجوي وهاجمت رتلاً عسكرياً يخوض مواجهات مع رجال القبائل في شبوة. وأكد شهود أن قوات صالح والحوثيين سيطرت نهائياً على مدينة زنجبار عاصمة محافظة إبين (جنوب) بعد تقدمها من لودر وشقرة، إذ حسمت هذه الجبهة ووصلت أمس إلى منطقة العلم على مشارف عدن من جهة الشرق، على رغم تعرضها لقصف متواصل من البارجات الحربية المصرية وطائرات التحالف. وذكر مواطنون في عدن أمس، أن شوارعها تحولت ميادين للقتال بين الحوثيين ولجان المقاومة التابعة لهادي وفصائل «الحراك الجنوبي»، بخاصة في أطرافها الشمالية والشرقية، وأضافوا أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في الاشتباكات الدائرة قرب المطار والأماكن الحيوية في المدينة. وأكدت مصادر في اللجان الشعبية المناهضة للحوثيين، أن مسلحي «اللجان» أحرقوا دبابات وآليات للحوثيين أثناء توغلهم في المدينة ونفذوا عمليات قنص ونصبوا مكامن في الأحياء، في وقت قالت مصادر حوثية «إن معركة عدن باتت شبه محسومة بعدما التحمت الجبهتان التابعة لهم القادمة من لحج شمالاً ومن إبين شرقاً»، وأكدت أن عمليات تمشيط تتم في المدينة لملاحقة أنصار هادي. وكشفت مصادر عسكرية في جبهة الضالع (200 كلم شمال عدن) عن أن قوات من اللواء 33 مدرع المعززة بمسلحين من جماعة الحوثيين تقدمت أمس في مناطق مديرتي الضالع والحصين بعد معارك عنيفة مع المسلحين القبليين الموالين لهادي، وأضافت أنها تقدمت إلى مناطق « المدسم وخوبر والقراعي في المديريتين». وفي شبوة أفادت المصادر أن «طيران تحالف «عاصفة الحزم» قصف منطقة السليم ومفرق الحما في مديرية بيحان حيث تدور مواجهات بين القبائل ومسلحين موالين للحوثي والرئيس السابق، ما أدى إلى تراجع هذه القوات ومنعها نت التوغل في المحافظة باتجاه مدينة عتق». إلى ذلك، أكدت مصادر قبلية في محافظة البيضاء أن الحوثيين انكسروا في منطقة «قانية» الواقعة بين البيضاء ومأرب إثر معارك مع مسلحي القبائل كبدتهم أكثر من 80 قتيلاً إضافة إلى مدرعات وأطقم عسكرية استولى عليها المسلحون القبليون. وأضافت أن مسلحين يعتقد بأنهم من تنظيم «القاعدة» شنوا هجمات واسعة على مواقع للحوثيين في مديرية ذي ناعم التي كانت الجماعة سيطرت عليها قبل أسابيع، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات من المسلحين. من جهتها أكدت أمس وزارة الدفاع في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في بيان، أن قصفاً جوياً لطائرات التحالف أصاب مخيماً للنازحين في منطقة المزرق شرق مدينة حرض يضم أربعة آلاف نازح ما أدى إلى قتل 40 شخصاً على الأقل من المدنيين وإصابة أكثر من 200 في حصيلة أولية. وفي حين لم يتسن الحصول على معلومات عن الحادث من مصادر مستقلة، أكد شهود على الحدود الشمالية الغربية استمرار حركة نزوح واسعة في أوساط السكان، وقالوا إن الحركة بدأت في مدينة ميدي وهي ميناء صغير على البحر الأحمر باتجاه مناطق متفرقة في محافظة حجة في ظل ارتفاع غير مسبوق لأسعار السلع الغذائية. وتواصل القصف في صنعاء أثناء النهار على غير المعتاد في الأيام السابقة وشوهدت عربات الإطفاء تتجه إلى منطقة فج عطان حيث يعتقد أن القصف الذي استهدف مخازن للصواريخ أصاب مخازن تابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية التي تديرها وزارة الدفاع. لكن وزير الخارجية رياض ياسين ألقى المسؤولية على الحوثيين في قصف مخيم نازحين في شمال اليمن، نافياً أي صلة لذلك بالعمليات العسكرية التي تقودها السعودية. وقال ياسين أيضاً إن حكومته لم تجر أي اتصال بجماعات الحوثيين المسلحة منذ بدء الضربات الجوية سياسياً، نفى نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح في أول تصريح منذ سنوات أي»»علاقة له بأي أنشطة عسكرية، منذ تعيينه سفيراً، أو قيامه بأي دور لصالح طرف سياسي أو ضد آخر» وقال: «من المؤسف أن وصل الحال، إلى تعرض البلاد لضربات عسكرية حربية شقيقة، لن تزيد الوضع إلا سوءاً، وفي نهاية المطاف لن يكون الحل إلا عودة الناس إلى الحوار والتعايش، ولكن بعد أن تدفع البلاد تضحيات جسيمة». وجاء التصريح غداة إصدار الرئيس هادي من مقر إقامته في الرياض قراراً بإقالة نجل صالح الأكبر من عمله سفيراً لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو القرار الذي تزامن مع قرارين آخرين عين من خلالهما محافظين جديدين لمحافظتي لحج وأبين خلفاً للمحافظين الحاليين واللذين يعتقد بأنهما متواطئان مع صالح والحوثيين. ودان حزب المؤتمر الشعبي (حزب صالح) استمرار هادي في إصدار قرارات التعيين، وقال في بيان نشره الموقع الرسمي للحزب «إن المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه قد أكدا مراراً وتكراراً أن شرعية عبدربه منصور هادي انتهت بتقديم استقالته الأمر الذي يُفقده الشرعية الدستورية في إصدار قرارات سيادية».