أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سلسلة من اللقاءات على هامش القمة العربية، كان عنوانها الرئيس الملف الليبي، مكرراً دعوته إلى ضرورة دعم الجيش الوطني ونزع سلاح الميليشيات. وكان السيسي التقى في اليوم الختامي للقمة أمس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في حضور ممثلي بان في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، أن القضية الفلسطينية «استأثرت بجزء مهم من اللقاء»، إذ تم تأكيد أهمية وفاء الدول والمنظمات المانحة بوعودها والتزاماتها التي قطعتها في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد في القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وشدد السيسي على «أهمية إعادة إعمار قطاع غزة وتوفير ظروف معيشية مناسبة لسكان القطاع تبث في نفوسهم الأمل، على أن يتزامن ذلك مع إحراز تقدم على صعيد إحلال السلام وتطبيق حل الدولتين بما يتضمنه من إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وفقاً لمبادرة السلام العربية». وأوضح البيان المصري أن اللقاء «عرض نتائج الانتخابات الإسرائيلية وسبل التحرك المستقبلي على صعيد جهود السلام، وأكد الرئيس أهمية تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المضي في جهود السلام وذلك من خلال تقديم ضمانات للجانبين، وتشجيع الرأي العام من أجل الدفع نحو إقرار السلام». وأوضح السيسي أن «موقف مصر إزاء قضايا منطقة الشرق الأوسط يرتكز إلى دعم الجهود كافة الرامية إلى إحلال الأمن والاستقرار في سورية وليبيا واليمن، لا سيما في ظل التعقيدات التي تشهدها المشاكل في تلك الدول نظراً إلى عامل الإرهاب والتطرف الذي يعد جديداً على معادلات التوازن فيها». وتطرق اللقاء إلى الملف الليبي، فأعاد السيسي تأكيد «أهمية دعم الحل السياسي، بالتوازي مع نزع سلاح الميليشيات المتطرفة، ورفع الحظر المفروض على إمداد الجيش الوطني الليبي بالسلاح، وأخذ خيارات الشعب الليبي وإرادته الحرة في الاعتبار». ونقل البيان الرئاسي عن بان تقديره «موقف مصر الداعم الجهود الأممية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية، وحرصها على دعم جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون وإنجاحها». وقال إن الأممالمتحدة «تعكف على وضع خطة عمل للتصدي لظاهرة الإرهاب من خلال إجراء حوار مُعَمَّق بين القادة الدينيين». وعلى هامش القمة، اجتمع السيسي أيضاً برئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح الذي أكد أن «الجزائر تدعم مصر ومواقفها العربية المشرفة التي تؤيد وحدة الصف العربي، وتتطلع إلى مزيد من تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين»، وفق بيان مصري. وقال السيسي إنه يعول على «دعم الجزائر مصر في شكل عام، لا سيما مع الرئاسة المصرية للقمة العربية، في مرحلة فارقة تواجه فيها الأمة الكثير من المخاطر والتحديات، وهو الأمر الذي يتطلب بذل جهود مضاعفة لتحقيق الأهداف المرجوة ولتستعيد الأمة العربية أمجادها وتتمكن من تحقيق آمال وطموحات شعوبها». وأشار البيان الرئاسي المصري إلى أن السيسي وصالح توافقا في الشأن الليبي على «أهمية استمرار التواصل والتنسيق بين البلدين في شأن الأزمة الليبية ومواجهة قوى العنف والتطرف والإرهاب في ليبيا، والحيلولة دون انزلاق البلاد إلى منعطف الفوضى والدمار». والتقى الرئيس المصري رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران الذي «ثمّن قرار مصر مساندة عملية عاصفة الحزم سياسياً وعسكرياً، ونوَّه بأهمية الدفاع عن الدين الإسلامي ومواجهة أي أفكار مغلوطة يحاول البعض الترويج لها باسم الدين، وأن الجهود التي يبذلها العرب في الوقت الراهن تعد محورية لحماية مقدرات الأمة»، وفق بيان مصري. وأكد السيسي أن بلاده «تدعم جهود أشقائها للحفاظ على وحدة الصف وتكاتف الدول العربية في مواجهة المخاطر، وأن مصر ستظل دوماً عوناً لأشقائها وستظل لهم وبهم»، مشدداً على أن «تصويب الخطاب الديني له دور محوري في مواجهة الأفكار المغلوطة ومحاربة الغلو والتطرف ونشر قيم التسامح والرحمة وقبول الآخر، ما يساهم في إقامة مجتمع سلمي يؤمن بالتعايش والتعاون ويُعلي من هذه القيم التي تنهض بالأمم والشعوب».