مُنيت حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد بضربة موجعة جديدة أمس عندما نجح مفجّر انتحاري في قتل 19 شخصاً، بينهم ثلاثة وزراء، في هجوم استهدف حفلة لتخريج الطلاب في حي خاضع لسيطرة القوات الحكومية في مقديشو. وفي حين بدأت حكومة أحمد الضعيفة فترة حداد لثلاثة أيام، فإن خصومها وعلى رأسهم حركة «الشباب» المتشددة لا بد أنهم يشعرون بالفرح بعدما نجحوا في توجيه ضربة قاسية أخرى ضد كبار مسؤولي الإدارة المدعومة من الغرب. ووقع الحادث خلال حفلة تخريج طلاب في فندق شامو القريب من قصر الرئاسة في العاصمة. وأفيد أن الانتحاري الذي يعتقد بانه تخفّى في زي إمرأة نفّذ الهجوم وسط الوزراء والصحافيين والطلاب الذين كانوا يحتفلون بنيلهم شهاداتهم. ونقلت وكالة «فرانس برس» التي أصيب مصوّرها في الانفجار، عن مسؤول أمني أن الوزراء القتلى هم وزير التعليم العالي ابراهيم حسن ادو، ووزير التربية محمد عبدالله وائل، ووزيرة الصحة قمر عدن علي، في حين أصيب وزير الرياضة سليمان ولد روبل بجروح. كما قُتل في الانفجار صحافيان صوماليان هما مراسل إذاعة شابيل محمد امين عدن، ومصور قناة العربية حسن زبير حاجي. وعلمت «الحياة» أن إثنين من الوزراء القتلى يحملان الجنسية الأجنبية (أحدهما بريطاني والآخر أميركي). ونشرت السلطات الصومالية صورة المفجّر الانتحاري الذي تناثرت اشلاؤه السفلى في شكل شبه كامل. وقال وزير الإعلام الصومالي ضاهر محمود غيلي ل «الحياة» إن العمل الذي قام به «غريب» عن التقاليد الصومالية ومتأثر ب «أيديولوجيا أجنبية تريد حرمان الشعب الصومالي من التقدّم». كذلك قال سفير الصومال في كينيا محمد علي نور ل «الحياة» في نيروبي: «اليوم (أمس) كان يُفترض أن يكون يوماً للاحتفال لكنه عوض ذلك تحوّل إلى يوم للعزاء». وتابع السفير: «إنه يوم سيئ للصومال والصوماليين... إن آمال كثير من الأهل الذين كانوا ينتظرون بشوق حفلة تخريج أبنائهم تحطمت على ايدي أعداء السلام الذين دأبوا على القضاء على حياة الصوماليين».