فيما تكبّد مُسن سعودي مشقة السفر إلى منطقة سوانزي (جنوببريطانيا) لحضور حفلة تخرج ابنته المبتعثة لدرجة الدكتوراه، أطلق مغردون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وسماً يطالبون بمنع حضور الأمهات لحفلة تخرج أبنائهن في إحدى الجامعات السعودية، ما أثار حفيظة مغردين آخرين يرون في حضور الوالدين حفلات تخرج أبنائهم حقاً مشروعاً. وفي الوقت الذي يعتبر يحيى الحمزي حضوره لحفلة تخرج ابنته غالية أثناء يوم التخرج والمهنة الذي أقيم في بريطانيا أخيراً، مصدر اعتزاز له، في ظل حرصه الدائم على مشاركة أبنائه أفراحهم إلا أنه عادة ما تكون الأنظمة التي لا تسمح له بحضور حفلات تخرج بناته تحديداً في السعودية عائقاً أمامه. بدورها، تقول غالية الحمزي الحاصلة أخيراً على درجة الدكتوراه من جامعة سوانزي في بريطانيا: «تفاجأت بطلب والدي حضور حفلة تخرجي، ومشاركتي هذه الفرحة، وكانت مبادرته بالنسبة لي حلم وتحقق، مضيفة أنها في غاية السرور، وترى في حضوره اكتمالاً لفرحتها». وأفادت في حديث ل«الحياة» بأن والدها على رغم قربه منها في جميع مراحلها الدراسية إلا أن هذه الليلة كانت بالنسبة لها استثنائية، بعد أن بادر والدها وتكبد عناء السفر من أجل الوقوف بجوارها. من جهته، يشير والدها يحيى الحمزي إلى أنه يحرص دائماً على مشاركة أبنائه فرحتهم، وخصوصاً حفلات التخرج، لافتاً إلى أن وجوده بجوار ابنته في هذه الليلة مصدر اعتزاز له، مبدياً سعادته الغامرة بهذه اللحظات. وأوضح الحمزي في حديث ل«الحياة» أنه اعتاد على مشاركة أبنائه لحظاتهم السعيدة، لافتاً إلى حرصه على حضور حفلات التخرج على وجه الخصوص ليقف بجوارهم مفتخراً بهم، مؤكداً أنه لم يسبق له أن طلب حضور حفلة تخرج لإحدى بناته في الجامعات السعودية على مدى الأعوام الماضية لعلمه بالرفض مسبقاً. يذكر أن الحديث عن حضور الآباء لحفلات تخرج بناتهم، أو العكس بحضور الأمهات حفلات تخرج أبنائهم يُعدّ مثار جدل كبير، بين من يرى مشاركتهم في هذه اللحظات من أنواع الوفاء والبر بهم، ورد الجميل على وقفاتهم وسهرهم، وما بذلوه من جهد على مدى أعوام عدة، معتبرين هذه الشهادة بمثابة الشكر لهم على ما بذلوه، ومتسائلين ألا يحق لهم مشاركة أبنائهم قطف الثمار. فيما يقف على الطرف الآخر فئة أخرى ترى عدم جدوى تلك المشاركة، معللين ذلك بمخالفة شرعية تارة، ومفاسد متوقعة من ذلك تارة أخرى، وبين هذه وتلك طالب أو طالبة يتوقون لهذه اللحظة، وينتظرون مشاركة أغلى من يحيط بهم في فرحتهم لهذه الليلة الخالدة، وأب وأم سيكونان أسعد اثنين في تلك اللحظات.