استدعت تداعيات الأزمة اليمنية، والهجوم الذي شنه الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية سلسلة مواقف لبنانية. واعتبر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي أن «إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام القمة العربية استعداد المملكة لفتح أبوابها للحوار أمام كل الأطراف اليمنيين يشكل مبادرة إيجابية لحل الأزمة في أسرع وقت على قاعدة المحافظة على ثوابت الأمة وحقن الدماء». وقال قي تصريح: «إننا في لبنان لا يمكننا أن نكون خارج أي إجماع عربي وفي الوقت ذاته ليست لنا مصلحة أن ننخرط في أي محور حماية لوحدتنا وتعدديتنا التي سمحت لكل فريق في لبنان بأن يكون له موقف من كل ما يجري من دون أن تتأثر ساحتنا الداخلية بتناقض تلك المواقف. إننا كنا ولا نزال نثمن الدور الرائد تاريخياً للمملكة في الدفاع عن مصالح الأمة وفي سعيها الدائم لرأب أي صدع يتعرض له الوضع العربي وعملها الدائم والدؤوب في الحفاظ على كرامة الأمة وأبنائها والعمل على صياغة اتفاقات سياسية تحقن الدماء». وإذ تمنى أن «تنتهي أزمة اليمن في أسرع وقت وتفضي إلى اتفاق يحقن دماء الشعب اليمني ويعيد تفعيل التوافق»، قال: «على رغم الانقسامات الحادة في المواقف بين الفرقاء اللبنانيين والتصعيد الكلامي، لفتني إيجاباً حرص كل من السيد حسن نصرالله بداية ورد الرئيس سعد الحريري ثانياً على ضرورة استمرار الحوار الذي لا يجوز في أي حال من الأحوال أن يتوقف، ما يبعد عن لبنان الأخطار». وأسف عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري لهجوم نصرالله على السعودية «التي قدّمت للبنان ولكل الدول العربية الكثير وفي مجالات عدة». وأكد أن «ما نطمح إليه هو علاقات مستقرة وجيّدة بين العرب وإيران لا يشوبها أي تدخل في الشؤون الداخلية»، لافتاً إلى أن «موقف نصرالله من السعودية لا يُمثّل موقف لبنان الرسمي، لكنه يُشكّل «تعكيراً» للأجواء بين لبنان ودول الخليج». وإذ أمل رداً على سؤال ألا «تتّخذ دول الخليج إجراءات جديدة في حق اللبنانيين تتضمّن ترحيلهم كما حصل أخيراً»، شدد على أن «نصرالله يُعطي ذريعة إضافية لمضايقة اللبنانيين هناك». ورأى عضو الكتلة ذاتها النائب محمد كبارة أن ما قاله «السيد حسن نصرالله عن المملكة العربية السعودية لا قيمة له ولا يستحق رداً ولا تعليقاً، إذ بدا واضحاً أنه أولى نتائج الحزم مع من لا يفقه الحكمة القائلة: «احذروا غضب الحليم». وقال: «استخففتم بالحلم فجاءكم الحزم». ولفت عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب نعمة طعمة إلى أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من خلال «عاصفة الحزم» أتى من أجل استقرار أمن اليمن والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والأمة العربية جمعاء». وأكد أن «السعودية صانت كرامة العرب أمام هذا التوسع الممنهج من جانب إيران». واستغرب النائب في «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت، كلام نصرالله عن تدخل السعودية في اليمن «وهو الذي قاتل ضد الشعب السوري». وأكد «أهمية عاصفة الحزم في إيقاف التمدد الإيراني، فهي لم تشكل أساساً لعودة لم الشمل العربي».