تحولت قضية حظر بناء المآذن في سويسرا الى شأن فرنسي، في ضوء استطلاع أظهر ان 46 في المئة من الفرنسيين يؤيدون حظر المآذن، وان 41 منهم باتوا يعارضون بناء المساجد في فرنسا. وأفاد الاستطلاع الذي أجراه معهد «ايفوب» ان حوالى 40 في المئة من الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع لا يعترضون على بناء المآذن، في حين ان 14 في المئة لا موقف لديهم من الموضوع. لكن أخطر ما في الاستطلاع الذي يؤكد وجود حال تشنج حاد حيال الإسلام في فرنسا، هو ارتفاع نسبة معارضي بناء المساجد من 22 في المئة عام 2001 الى 41 في المئة حالياً. ويأتي هذا الاستطلاع في أعقاب الاستفتاء حول حظر بناء المآذن الذي أيدته غالبية من السويسريين وأثار شجب غالبية القوى السياسية في فرنسا، خشية انتقال الجدل حول هذا الموضوع الى أراضيها. لكن هذا لم يمنع غالبية من الفرنسيين من التعبير عن عدم تقبلها الإسلام، وعن عدم موافقتها على تواجد رموزه في مدنها. وأشار المدير المساعد لأحد أقسام معهد «ايفوب» جيروم فوركيه الى أن ما كشفه الاستطلاع هو ان الحق في الاختلاف والعلمانية الإيجابية التي طالما شدد عليهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لم يلقيا آذاناً صاغية لدى الفرنسيين. وأضاف ان نسبة رافضي الإسلام ومظاهره لم تشهد مثل هذا الارتفاع حتى بعد تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك، وانها حالياً بالمستوى نفسه الذي كانت عليه في الثمانينات عندما كانت «الجبهة الوطنية الفرنسية» (اليمين المتطرف) في أوج صعودها. ويتزامن الاستطلاع الفرنسي مع النقاش الذي أطلقه وزير الهجرة والهوية الوطنية اريك بيسون حول الهوية الوطنية والذي يثير الكثير من الاعتراضات، كونه يمس بإحدى أهم المسلمات القائمة في فرنسا ومن شأنه أن يؤدي الى نوع من الفرز الخبيث بين الفرنسيين الأصيلين وسواهم. كما يأتي الاستطلاع في وقت تواصل احدى اللجان البرلمانية جمع المعلومات حول ما إذا كان ينبغي إصدار قانون يحظر ارتداء النقاب في فرنسا، على رغم هامشية هذه الظاهرة واقتصارها على عدد محدود جداً من النساء.