كشف مصدر أمني ل«الحياة» عن إدخال إجراءات وتحصينات أمنية معلوماتية متقدمة على الحدود الجنوبية للمملكة المحاذية للأراضي اليمنية، التي يقدر طولها بنحو 1470 كيلومتراً، كإجراءات أمنية «متطورة»، تساعد على ضبط الأمن في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة. تشمل أبراج مراقبة واتصالات وأنظمة متكاملة من الرادارات والكاميرات الحرارية. ووفقاً لما قاله المصدر: «إن إجراءات مكثفة حول التسلل عبر الحدود ليست فقط في الجنوب، وإنما في حدود المملكة بشكل عام، بما فيها الشمال». وأكد المصدر أن عدد المتسللين خلال اليومين الماضيين (الخميس والأربعاء) شكّل «صفر في المئة، وفقاً للمراقبة الدقيقة». ورداً على سؤال ل«الحياة» حول الأعداد المشاركة في العمليات العسكرية، قال: «لا يمكن الكشف عن أرقام «العدة والعتاد»، لعدم إبلاغ العدو بالخطط التكتيكية التي تم إعدادها، وهذا متعارف عليه في حال نشوب أوضاع أمنية غير مستقرة». وأكد المصدر أن «التقنية الحديثة التي يستخدمها رجال حرس الحدود قادرة على رصد كل من يحاول الدخول إلى الأراضي السعودية قبل وصوله إلى الحدود بمسافات كبيرة»، مشيراً إلى التعاون مع طيران الأمن التابع لوزارة الداخلية «إذا ما استدعى الأمر». بدوره، قال المحلل السياسي الدكتور إبراهيم العقيلي في تصريح إلى «الحياة»: «إن الخطط التكتيكية في الحروب تتطلب غالباً نوعاً من التقدم، وتشهد تغييراً يتوافق مع الأحداث التي تقع، وبحسب غرف العمليات التي تعد لمثل هذه الأحداث التي تقدم النتائج الأولية، يكون التغيير ولا تكون للنتائج الأولية مؤشراً أساسياً وإنما ثانوي، لذا لا يمكن لأية جهة أن تدخل في حرب، أو ما يسمى ب«العمليات العسكرية»، إلا ولديها خطة متقدمة لمواكبة متطلبات المرحلة التي تخوضها». يذكر أن المملكة انتهت من مرحلتها الأولى للسياج الأمني في الحدود الجنوبية، وابتدأت في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع السياج الحديد على الحدود السعودية اليمنية، الذي يتضمن إدخال التقنية الحديثة في الرصد وتعقب المتسللين. ويحوي السياج منظومة إلكترونية للمراقبة والسيطرة تتكون من أبراج مراقبة واتصالات وأنظمة متكاملة من الرادارات والكاميرات الحرارية. وكانت الرياض وقعت في 2009 اتفاقاً مع شركة الدفاعات الأوروبية (اي ايه دي اس)، لتشييد سياج أمني متطور تكنولوجياً، يغطي حدود المملكة البالغ طولها نحو تسعة آلاف كيلومتر. وتعد الحدود السعودية الجنوبية، الأكثر نشاطاً على صعيد عمليات التسلل وتهريب الممنوعات. وكشف إحصاء حديث صادر عن فرع إدارة المجاهدين في منطقة جازان للعام الحالي عن ضبط 37692 متسللاً من جنسيات مختلفة و2328 مهرباً. وأوضح الإحصاء أنه تم ضبط 116.191 قطعة ذخيرة حية متنوعة، و1626 قطعة سلاح متنوعة، و2075 مخزناً لأسلحة متنوعة، وثماني قنابل يدوية، وقارورتين معبأتين بالبارود، و4084 كرتوناً من الألعاب النارية، بجانب 8245 كرتوناً صغيراً من الألعاب النارية. وتضمن الإحصاء أن دوريات المجاهدين صادرت 606.027 حزمة قات، تزن 138 طناً و557 كيلوغراماً بجانب طني حشيش و525 كيلو و376 غراماً، إضافة إلى مصادرة 1412 حبة كبتاغون و3460 جركلاً متنوعاً من المسكرات تزن 93 طناً و616 لتراً، فضلاً عن إلقاء القبض على 3240 سيارة تم استخدامها لأغراض التهريب و213 دراجة نارية ومبلغ 84318 ريالاً. كما سجلت 572 قضية اشتباه وتزوير و6094 رأس أغنام وبقرة.