حظيت العملية العسكرية التي قادتها السعودية فجر أمس ضد ميلشيات الحوثي في اليمن، بترحيب إسلامي وعربي ودولي واسع، وذلك بعد ساعات من توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بخوض المعركة العسكرية والعمل على حماية الشرعية اليمنية من العدوان الحوثي. ورحبت دول، بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا وتركيا، والدول العربية والإسلامية، بقيادة المملكة الائتلاف المعني بحماية المؤسسات اليمنية والحفاظ على مصالح الشعب والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي وجه دعوة إلى خادم الحرمين وقادة الإمارات والبحرين والكويت وقطر للتدخل العسكري لحماية بلاده من الإرهاب الحوثي. وأطلقت السعودية لقب «عاصفة الحزم» على المعركة، بعد نفاد كل المحاولات الممنوحة لميلشيات الحوثي، في العودة إلى إعادة استقرار البلاد، وتسليم الأسلحة التي تمكنوا من الاستيلاء عليها في الفترة الماضية، وأسهمت القوات الملكية السعودية التي بدأت منذ الساعة ال12 صباحاً أول من أمس، الثلثاء في مهاجمة معاقل المتمردين الحوثيين في كل مناطق اليمن، ونجحت القوات السعودية في تدمير غرفة العمليات المشتركة للحوثيين في صنعاء، ودمرت أربع طائرات حربية كان المتمردين سيطروا عليها، وبطاريات صواريخ سام، كما تم تدمير قاعدة الديلمي بنجاح في الضربة الجوية الأولى، إضافة إلى معظم الدفاعات الجوية للحوثيين. وأعلنت القوات السعودية أن أجواء اليمن منطقة محظورة تماماً حتى استقرار الأوضاع وانتهاء العمليات، كما أعلن في السعودية تعطيل الرحلات الجوية من وإلى المطارات القريبة من الحدود اليمنية. وقال خبراء عسكريون ل«الحياة» أمس، إن السعودية أرادت التأكيد أن «أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج العربي، وأن إيجاد قوات برية على الأرض في اليمن سيتحدد خلال الأيام المقبلة»، مشيرين إلى أن في العرف العسكري أي عملية جوية تتبعها «عمليات إنزال أمني لتأمين المواقع الحيوية في البلاد». وكان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أكد الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، أن هناك تمسكاً لأكثر من 71 مؤسسة داخلية في اليمن بشرعية الرئيس هادي، «ونحن سندعم ونناصر الشرعية»، مؤكداً أن السعودية «لا تمثل أي طرف في اليمن وإنما تمثل نفسها، وترى أن ما هو جيد لليمن، هو دعم الرئيس، وأنها ستعمل لحماية المنطقة من عدوان الحوثي إذا لم يمكن التوصل إلى حل سلمي».