أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون بعد زيارته بكركي أمس ومشاركته في جانب من الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة الذي عقد برئاسة البطريرك نصر الله صفير، أن «البطريركية المارونية هي مرجع تاريخي، وكان لها دائماً الدور المميز في حياة لبنان وتاريخه، وفي إنشاء لبنان الكبير بمساعدة غبطة البطريرك الحويك الذي كان في حينه في السدة البطريركية»، في حين رحب المطارنة في بيانهم بزيارة عون، آملين بأن «تعود بالخير على جميع اللبنانيين». وقال عون في دردشة مع الإعلاميين بعد انتهاء اجتماع المطارنة أن «الزيارة اليوم كانت مناسبة مهمة جداً قال عنها بعض الأحبار انها تاريخية، التقينا فيها مجلس المطارنة الموارنة، وأجرينا عرضاً لواقع السياسة اللبنانية والأحداث التي جرت في الآونة الأخيرة على الأقل، وما سبقها من أحداث مهمة تتعلق بلبنان». وأضاف: «في العرض، طرحت أسئلة، وقدمت إيضاحات حول السياسة، وأعتقد انها كانت ضرورية لتوضيح المواقف والمنطلقات السياسية في هذه المواقف، كونها تزيل الغموض من ناحية المنطلق والغاية التي من أجلها اتخذ الموقف، يمكن القول عنها «مش مصارحة» لأن المصارحة دائماً جزء من حديثنا، لكن توضيحات وخلفيات يمكن أن يلتبس على الإنسان معناها أحياناً لأنه لا يملك المعطيات، أعطيت الكثير من المعطيات الجديدة في هذا اللقاء، وأعتقد أن نتائجها ستكون ممتازة على صعيد العلاقات». وإذ رفض عون الحديث عن عناوين المعطيات التي طرحت في اللقاء، أكد أنه «جرى توضيح للمواقف وخلفياتها، والشرح لم يكن من طرف واحد بل من كل الأطراف». وعما إذا شرح لصفير موقفه من سلاح «حزب الله» وعما إذا قدم تطمينات للكنيسة المارونية بالنسبة الى هذا السلاح، أجاب عون: «هناك نقاط توافق، ونقاط كان فيها تباين في وجهات النظر التي بحثت في إطار شمولي معين، لأنه لا يمكن تجزئتها، معلناً انه «سعيد جداً اليوم لأن هذا الاجتماع حصل، وإن شاء الله سيكون هذا الاجتماع محطة تاريخية». وحول ما إذا كان هذا اللقاء سيمهد لاجتماع مسيحي موسع قد ينضم إليه قادة آخرون، قال عون: «المبادرة كانت مع مجلس المطارنة فقط»، لكنه لفت الى انه «دائماً هناك خطوات أخرى، وكل شيء عندما ينضج يحصل». وعن نسبة التوافق بينه وبين الكنيسة المارونية، أجاب: «لم نقم بحسابات جارية، وكل المواقف تم شرحها بوضوح مع خلفياتها وأسبابها، وكل إنسان له قناعاته، والوضوح الذي ساد خلال الاجتماع سيكون له الكثير من الإيجابيات لمصلحة المسيحيين خصوصاً واللبنانيين جميعاً»، ومعلناً أن النتائج ستظهر «منذ هذه اللحظة». ونقلت إذاعة «صوت لبنان» عن مصادر مواكبة للاجتماع أن اللقاء استهل بكلمة لعون شكلت عرضاً لموقفه السياسي والتحالفات التي أجراها وأبعادها، شارحاً وجهة نظره التي يرى فيها أهمية بارزة لكل خطوة اتخذها. أما البطريرك صفير بحسب المصادر، فكان مستمعاً أكثر منه متكلماً، فيما وجه المطارنة عدداً من الأسئلة له لا يخلو بعضها من الإحراج حول ورقة التفاهم وسلاح «حزب الله» حيث تجلى التباين في وجهات النظر، عندما طرح المطارنة هواجسهم من وجود سلاح خارج إطار الشرعية، وأكدوا تمسكهم بموقف البطريرك الثابت لجهة ضرورة حصر السلاح بالسلطة الشرعية. ولفتت «صوت لبنان» الى أن عون لم يستطع إقناع الحاضرين بوجهة نظره لجهة وضع السلاح في الإطار الإقليمي والدولي، معلنة أن التوافق بدا واضحاً على ضرورة التحضير للقاء مسيحي- مسيحي موسع في بكركي وعلى اعتبار إلغاء الطائفية السياسية في غير محله في هذا الظرف. وكان المطارنة تدارسوا في اجتماعهم الوضع القائم في لبنان، ورحبوا في بيان صادر بعد اجتماعهم ب «زيارة العماد ميشال عون الذي عرض لهم نظرته الى الأوضاع الراهنة، وتداولوا وإياه شؤوناً وطنية مختلفة، عسى أن تعود بالخير وبالوفاق على جميع اللبنانيين»، كما رحبوا ب «ما تم من مصالحات على الصعيد السياسي والوطني»، وسألوا الله أن «تشمل الجميع، وأن تأتي هذه المصالحات بما ينتظر منها من تفاهم على الصعيد الوطني، وذلك لخير الشعب اللبناني ونهضة الوطن مما يتخبط فيه من مشاكل». وأمل المطارنة بأن «تحمل الأعياد المقبلة مختلف فئات اللبنانيين على تناسي ما في صدورهم من أحقاد تجاه بعضهم بعضاً، وأن يتصالحوا ويعقدوا الخناصر على إنهاض بلدهم مما يتخبط فيه من مشاكل تبدو مستعصية». وكشفت مصادر في «التيار الوطني الحر» لوكالة «الأنباء المركزية» أن عون طرح في خلال اللقاء الهواجس كافة كما طرح المطارنة الموارنة هواجس الكنيسة، وقالت ان اسئلة الكنيسة تمحورت حول التفاهم مع «حزب الله» وسلاح المقاومة وإلغاء الطائفية السياسية، فيما تناولت اسئلة عون دور المسيحيين في المحيط العربي والمشرقي وكيفية الحفاظ عليهم. واذ أكَّدت المصادر نفسها اهمية اللقاء، أملت بأن يكون انطلاقة لسلسة من اللقاءات بين الكنيسة والتيار، مشدِّدة على وصف ما جرى اليوم بأنه اهم خطوة على طريق إزالة سوء التفاهم الذي كان سائداً بين الطرفين. وأشارت الى ان عون خرج من اللقاء مرتاحاً ونال أجوبة شافية على كل اسئلته. على صعيد آخر، علّق رئيس الحكومة السابق سليم الحص على كلام صفير حول ضرورة إلغاء الطائفية من النفوس قبل إلغائها من النصوص، معتبراً أن «إلغاءها من النصوص هو سبيل من السبل الناجعة لإلغائها من النفوس». وأشار الحص في بيان له الى ان المطالبة بإلغائها من النفوس تعني «تأجيل عملية الإلغاء الى ما شاء الله»، معلناً أنه من دعاة «تأليف الهيئة الوطنية التي نص عليها اتفاق الطائف، ثم الدستور».