شددت وزارة الصحة على ضرورة التزام الممارس الصحي بما يصدر من قرارات وتعليمات حول تنظيم التبليغ عن الأمراض المعدية من خلال الجهات المختصة مباشرة أو من خلال المنشأة التي يتبع لها الممارس الصحي، ويشمل ذلك فايروس كورونا، مشيرة إلى وجود حزمة عقوبات جزائية لغير الملتزمين. وأكد وزير الصحة أحمد الخطيب في تعميم وجّهه إلى مديريات الشؤون الصحية في مناطق المملكة كافة نشر على وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس، الأهمية القصوى للإبلاغ عن الاشتباه بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» من خلال النظام المعتمد (حصن)، نظراً لأن الوضع الراهن المرتبط بنشاط الأمراض المعدية، ومنها متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» يتطلب من جميع الممارسين الصحيين اتخاذ أقصى درجات اليقظة والجاهزية. وأوضح وزير الصحة أن عدم التبليغ أو التأخر في التبليغ عن الحالات يعرض الممارس الصحي المخالف للمسؤولية الجزائية وعقوبتها المقررة في النظام، والتي تصل إلى السجن لمدة لا تتجاوز ستة أشهر، وغرامة مالية لا تزيد على 100 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، والعقوبات التأديبية الأخرى، إضافة إلى ما يترتب عليها من عقوبات تصل إلى إلغاء الترخيص بمزاولة المهنة وشطب الاسم من سجل المرخص لهم. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة أن خبراء ومتخصصين في الوزارة يواظبون في العام الحالي على فحص أكثر من 2000 عينة أسبوعياً مقارنة ب100 عينة أسبوعياً في نفس الفترة من العام الماضي. وأشارت «الصحة» عبر بيان صحافي صدر أمس، إلى أن فحص العينات الذي يتم في مختبرات طبية مجهزة، يهدف لاكتشاف الحالات المصابة باكراً، ورفع مستوى الإجراءات الوقائية ضد الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «فايروس كورونا»، إضافة إلى زيادة التأكد من سلامة أفراد المجتمع والممارسين. وأكدت مواصلتها التعاون والتنسيق مع فريق من المركز الرائد في مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولاياتالمتحدةالأمريكية (CDC)، وذلك ضمن خطتها لزيادة فاعلية السيطرة على الفايروس، وفق أعلى المعايير المتبعة عالمياً. 385 مليون ريال كلفة تشغيل المختبر الوطني يطلق وزير الصحة أحمد الخطيب المختبر الصحي الوطني في ضاحية بنبان شمالي الرياض الأحد المقبل، بعد أن أكملت وزارة الصحة استعداداتها لتشغيله بكلفة بلغت 385 مليون ريال. وأوضح وكيل وزارة الصحة للمختبرات وبنوك الدم الدكتور إبراهيم العمر عبر بيان صحافي أمس، أن المشروع الجديد يعدّ المختبر المركزي العالمي الأول من نوعه في المملكة والشرق الأوسط، ويقدم خدمات المختبرات المتقدمة من المستويين العالميين الثالث والرابع، ويدعم تشخيص الأمراض المعدية وغير المعدية المتعلقة بالصحة العامة، وبمنزلة مرجع للفحوص المخبرية الإكلينيكية المتقدمة، وإجراء الأبحاث الطبية والعلمية ذات الصلة بالصحة العامة. ويقدم المختبر رسالة تتمثل في دعم الصحة العامة في المملكة من خلال الاستجابة السريعة، وتقديم الاختبارات المعملية ذات الجودة العالية، فضلاً عن المشاركة في شبكات المراقبة الوطنية والدولية، وتحسين نوعية الخدمات الصحية والمختبرات في كل من القطاعين العام والخاص. قائد فريق المكافحة الأميركي: الفايروس جديد ومبهم أوضح عالم الأوبئة الذي يتولى قيادة فريق المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تحت مظلة مركز السيطرة والتحكم في وزارة الصحة في المملكة الدكتور جون واتسون أن الوزارة الآن معدة بشكل أفضل من السابق لمكافحة الفايروس حتى مع ارتفاع نسبة الذين تم تشخيصهم بالإصابة به في العام الحالي، عما كانت عليه النسبة في الفترة الزمنية ذاتها من العام الماضي. وشدد واتسون، عبر بيان صحافي أمس، على ضرورة الإسهام في إيجاد تعاون أفضل بين مراكز الرعاية الصحية والمختبرات ووزارة الصحة لرفع مستوى الكشف عن الحالات ومراقبتها، وقال: «إن جهود التعاون والتحاور التي نراها اليوم عززت الجهود السابقة لإدارة هذا الملف بشكل يسيطر بشكل ناجح على المرض». وتطرق الدكتور واتسون إلى أن انتقال العدوى بفايروس كورونا يأتي على وجهين، «أولي» وهو التقاط الفايروس من المجتمع، و«ثانوي» يتعلق غالباً بالمنشآت الصحية، مؤكداً أهمية التشخيص المبكر للحالات المرضية وإدارتها. وبحسب واتسون، فإنه يمكن تحقيق النجاح في كل جهود وزارة الصحة في المملكة، من خلال الفهم الأفضل لطريقة انتقال العدوى، والتي ستقود إلى دليل إرشادي أفضل نحو مكافحة العدوى وتقليص انتشارها، فيما سيأتي هذا الفهم من خلال فحوص سريرية ووبائية ومختبرية مكثفة للحالات المصابة، إضافة إلى ضرورة استمرار البحث محلياً وعالمياً لتكوين مفهوم أوسع عن عوامل خطورة الإصابة بفايروس كورونا، وتطوير استراتيجيات مكافحة العدوى، ومن ثم تقليص عدد الحالات في المملكة العربية السعودية. وعما يعنيه ذلك لعامة المواطنين، كرر واتسون أنه فايروس جديد، ولا يزال هناك أجزاء مبهمة ومجهولة عن هذا الوباء، وفي حين يقوم الباحثون بمحاولات لفهمه فعلى جميع أفراد المجتمع أن يقوموا بدورهم في اتباع الخطوات الوقائية البسيطة، من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين لتقليل احتمال انتقال أي عدوى محتملة بهذا المرض، وغيره من الأمراض التنفسية. وأشار إلى أن وزارة الصحة جعلت من أولوياتها إيصال مخاطر هذا الفايروس إلى الناس، بالقول: «إبقاء الناس على دراية تامة مستمرة ومحدثة في الوقت الذي تقوم به وزارة الصحة بالشراكة مع القطاعات الحكومية والمراكز البحثية العالمية مثل مركزنا، بدورها في البحث والاستيعاب الأمر الذي سيساعدهم على اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة وتقليل خطر إصابتهم بالعدوى».