ماراثون بيروت الدولي تجربة قصيرة لكنها سريعة النمو، تبلغ الأحد المقبل عامها السابع، فتموج بها العاصمة اللبنانية وضواحيها وتزدحم طرقاتها وجاداتها بحوالى 34 الف مشارك من 68 بلداً. وستحلّق طائرات سلاح الجو اللبناني استعراضياً عند إنطلاق السباق. وكثر من المشاركين يجدون في المنافسة "فسحة تعبير" وبث رسالة إنسانية تضامنية مع الجمعيات الاجتماعية العشر "الشريكة"، والتي ستستفيد من برنامج "تليتون" تلفزيوني طيلة فترة السباق لتغذية صناديقها دعماً لأنشطتها. ماراثون بيروت الذي بات حالة سنوية خاصة تحرّك مختلف قطاعات المجتمع والبعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية، اختار هذه السنة شعار "صار وقت نركض"، والغاية تتعدى الوقع الرياضي الصرف الذي تبلّور أكثر هذا الموسم مع اعتماد برنامج تدريبي بمعدّل 4 مرات أسبوعياً وتوجيه صحي. وتوضح مي الخليل رئيسة جمعية "بيروت ماراثون"، منظمة السباق، أن "رؤية 2010 التي وضعناها لترسيخ ثقافة الركض بلغت أهدافها وانتقلنا من الترويج إلى الاتجاه الرياضي المنشود. فأعددنا خطة للسنوات العشر المقبلة هي رؤية 2020، ومحورها صغار نخبة سنعدّهم للدورة الأولمبية 2020 سعياً إلى حصد ميداليات". وتخطط الجمعية لاستيعاب 40 ألف مشارك العام المقبل، على أن تتطور القدرة لوجستياً وفنياً إلى استيعاب 50 ألفاً مع بلوغ السباق سنوات النضج قريباً، أي مع اكتمال خطة المواهب. وعرفت خطة المواهب أو برنامج "الشباب النخبة" خطواتها الأولى منذ أسابيع، حين نظمت الجمعية في مدرسة الجمهور اختبارات شارك فيها 280 عداء وعداءة من 80 مدرسة، وتبنّت أفضل 20 عداء منهم، بحسب قدراتهم وإمكاناتهم، وستحضّرهم حتى عام 2020. وبعد الانتهاء من النسخة السابعة من الماراثون، ستتابع الجمعية جولتها على المدارس، وستوظّف قدرات هذه المواهب وصولاً على تحقيق الانتصارات الدولية، ولما لا الفوز في الدورة الأولمبية عام 2020. وسيتولى مدربون محليون وأجانب إعداد المجموعة المنتقاة إلى برامج تدريب عالية. كما سيفيد أفرادها من التبادل والتوأمة مع جمعيات سباقات الماراثون العالمية، وسيخوضون سباقات خارجية. ميدانياً، ينتظر أن يستقطب السباق الطويل الأساسي (42.195 كلم) حوالى 600 عداءة وعداء. والعداؤون المحترفون الأجانب الذين شاركوا العام الماضي، سيشاركون بغالبيتهم هذه السنة وأبرزهم ريتشارد وايتهيد حامل الرقم القياسي للسباق، على مشاركة الكيني هنري كيبرونو وهو كفيف يحمل لقب سفير للأمم المتحدة (10 كلم)، فضلاً عن إحرازه سباق البارالمبيك الماضي. إضافة إلى "البطل الأولمبي" اللبناني ادوار معلوف "فئة الدراجة للمقعدين". ودعي الإيطالي دانييل مازورا بطل دورة لوس أنجليس الأولمبية عام 1984 والإسباني آبل أنطون بطل العالم عامي 1997 و1999. وإلى الشخصيات المحلية والعربية السياسية والاجتماعية والديبلوماسية والفنية، تتقدمها وفاء سليمان عقيلة رئيسة الجمهورية التي ستعطي إشارة الإنطلاق لسباق ال10 كلم (الأكثر حشداً للمشاركين)، ووزير الداخلية زياد بارود المشارك رمزياً وليلى الصلح حمادة نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، والأميريتان الإردنيتان غيدا طلال ودينا مرعد والمغامر اللبناني مكسيم شعيا والفنانة هيفاء وهبي، يلفت الأنظار حضور حامل الرقم القياسي العالمي السابق للماراثون (2.04.55 ساعة) الكيني بول تيرغات الملقب ب"الجنتلمان" سفير برنامج الغذاء العالمي، وسيكون ضيف شرف السباق وأعد له برنامج خاص على هامشه. وحظي الماراثون، الذي تبلغ جوائزه المالية 85 الف دولار، ببث الإعلان الترويجي للسباق على رحلات طيران الشرق الأوسط، كما حملت إحدى طائرات الشركة شعار السباق وتميمته "ولعان"، التي تصدّر مجسمها أيضاً نقاطاً رئيسة في بيروت و27 بلدية أخرى تدعم هذا الحدث وتحشد لنجاحه. وبعدما أضحى السباق مثالاً يحتذى به، حاضر مدير جمعية "بيروت ماراثون" مارك ديكنسون أمام 50 مندوباً ل50 سباقاً دولياً، في الندوة التي نظمتها أخيراً في أثينا الجمعية العالمية لسباقات الماراثون الدولية (AIMS). وقدّم ديكنسون باسم الجمعية تحفة فنية من تصميم رافي توكاتليان إلى متحف الماراثون في أثينا، وهي عباراة عن عداء يمد يده وفي كفه كرة أرضية، وتحمل ساقه اليمنى 42 حلقة ترمز إلى مسافة السباق. وستمنح نماذج من هذه التحفة إلى الفائزين الأوائل الأحد المقبل.