أكد مسؤول عسكري أميركي تزويد الجيش العراقي معلومات استخباراتية تحصل عليها طائرات التحالف الدولي التي بدأت تنفيذ طلعات استكشاف فوق تكريت باسم «عين السماء»، لمساعدته في استعادة المدينة من سيطرة «داعش»، فيما قال الرئيس فؤاد معصوم أن العراق يخوض حرباً «مفصلية»، وهو «في حاجة إلى مساعدة التحالف والدول الشقيقة والصديقة» (للمزيد). ونقلت وكالات أنباء عن مصدر عسكري في التحالف قوله أمس أن «الولاياتالمتحدة بدأت منذ السبت الماضي تقديم دعم (إلى القوات العراقية) من خلال استطلاع الطيران، وبطلب من الحكومة المركزية». وأكد المصدر أن «العمليات البرية في تكريت ومحيطها تخوضها قوات عراقية». لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكولونيل ستيف وارن قال أمس: «إذا طلب العراقيون رسمياً المساعدة فسندرس ذلك». ورفض تأكيد هل قدمت بغداد مثل هذا الطلب. وكان هادي العامري، زعيم أحد أبرز الفصائل الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش في تكريت، انتقد تصريحات المسؤولين العراقيين الذين يطالبون التحالف بالمساعدة وقال، بعدما أكد أن قائد «لواء القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني غادر العراق: «بعض الضعفاء (...) يقولون نحتاج إلى الأميركيين، أما نحن فلا نحتاج إليهم». ويشير إعلان واشنطن بدء الطلعات الجوية فوق تكريت إلى حل الخلاف مع بغداد، بسبب مشاركة «الحشد الشعبي» الذي تصفه دول أجنبية وعربية ب «الميليشيا» في تحرير المدينة. إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن حكومته ستطلب من البرلمان توسيع مشاركتها التحالف في الحملة على «داعش» في العراق، لتشمل سورية. من جهة أخرى، أكد مصدر عراقي مطلع ل «الحياة» أن الحكومة تناقش منذ أيام مع منسقين عسكريين أميركيين في بغداد، سير المعارك في تكريت والأنبار. ولفت إلى أن المناقشات تناولت تعزيز غارات التحالف التي تراجعت منذ هجوم الجيش و «الحشد الشعبي» على مدينة تكريت مطلع الشهر. وقال معصوم، خلال لقائه وزير الدفاع خالد العبيدي أن «العراق يخوض حرباً مفصلية ضد عصابات داعش الإرهابية، ويحتاج إلى كل الدعم الممكن من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي، من دون المس بالثوابت الوطنية». وأكد في بيان «ضرورة تركيز الاهتمام على دعم الجيش كمؤسسة وطنية تعتمد المهنية لجهة التدريب والتسليح والتجهيز». وأشاد ب «الانتصارات المتحقّقة على يد القوات الأمنية والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر في مواجهة الإرهاب». ولفت البيان إلى تأييد العبيدي رأي معصوم الذي يعتبر أن العراق يحتاج إلى دعم دول التحالف ومحيطه الإقليمي، وقال: «نأمل بأن تتغير المعادلة في تكريت، وهي ستتغير وستُحسَم الأمور وتُطهّر المنطقة من زمر داعش الإرهابية». والتقى العبيدي أمس الجنرال مارك فوكس، وأوضح بيان لوزارة الدفاع أنهما بحثا في «العملية العسكرية في تكريت ونينوى وتدريب القوات العراقية وتجهيزها بالأسلحة والعتاد».