وجّه أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، أمس، بتشكيل «لجنة عليا»، لدرس الاحتياطات والاستعدادات اللازمة لمواجهة أخطار الأمطار في حفر الباطن». وستعقد اللجنة، المكونة من: الدفاع المدني والزراعة، والبلدية، والشرطة، والشؤون الصحية، اجتماعاً عاجلاً لاتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة زيادة الأمطار عن حدها السابق. وتصاعدت المخاوف من مخاطر سيول الأمطار، بعد ما شهدته مدينة جدة من سيول، راح ضحيتها نحو 113 شهيداً، إضافة إلى خسائر مادية، قدرت ببلايين الريالات. فيما شهدت حفر الباطن قبل سنوات، سيولاً تسببت في وفاة ستة أشخاص، كما أدت إلى خسائر مالية كبيرة. وشهدت حفر الباطن منذ الخميس الماضي، هطول أمطار، أدت إلى إغلاق شوارع وأنفاق، وتصدع منازل، وتوقف حركة المرور في عدد من طرق المحافظة. وستعمل اللجنة، وفق بيان صادر عن إمارة الشرقية (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، على «توجيه الجهات المعنية باتخاذ الإجراء اللازم في حال حدوث سيول، تتسبب بأضرار، وبخاصة أن احتمال سقوط أمطار غزيرة، وارد في أي وقت، وبهدف منع الأضرار بالساكنين وممتلكاتهم، ومحاصرة منازلهم أثناء هطول المطر وتلف المرافق العامة، إضافة إلى الأضرار الصحية والبيئية المصاحبة». ووجه أمير الشرقية ب»اتخاذ الاستعدادات اللازمة كافة لمعالجة ما يُتوقع حدوثه». وأعلنت أجهزة خدمية وأمنية في حفر الباطن، حال الاستنفار، بعد الأمطار التي تواصل هطولها بغزارة، وارتفاع منسوب المياه في الطرقات، وعجزت قنوات التصريف، التي تشق طرقات المحافظة، عن استيعاب كميات الأمطار الغزيرة، حتى فاضت على الأرصفة الجانبية، مُتسببة في تعطل حركة السير. ولم تتمكن جهود الدفاع المدني والبلدية، من احتواء الكميات المتساقطة. وطالت الأمطار الهجر والقرى والمراكز الحدودية الجنوبية المحاذية للكويت، والشمالية المحاذية للعراق. وحذر الدفاع المدني، المواطنين والمقيمين، من الاقتراب من بطون الأودية والأماكن الخطرة، لاحتمال جريان عدد من الأودية والشعاب. وعلى رغم بدء البلدية قبل موسم الأمطار، إعداد خطط طوارئ وبرامج، ووضع مرافقها وأجهزتها كافة في حال استعداد تام، إلا أن أمطار الخميس الماضي، أدت إلى شل الحركة المرورية في الشوارع، وانتشار برك المياه في وسط الشوارع الرئيسة، وبخاصة طريق الملك فيصل، الذي يفتقر إلى قناة تصريف مياه الأمطار، ما أدى إلى إغلاقه. كما تسببت الأمطار المتواصلة في جرف التربة في عدد من الأماكن، وكشفت المياه المتدفقة عن صعوبة تصريف المياه في بعض الشوارع، وتضررت أحياء من تجمع السيول، من بينها أحياء العزيزية، والربوة، وأبو موسى الأشعري، والبلدية. وعمل مواطنون على فتح قنوات لتصريف مياه الأمطار، عبر الأرصفة، لتصريف المياه المتجمعة. كما تضررت منازل في حي النايفية، وأخلى الدفاع المدني عدداً من المنازل، جراء تجمع المياه أو تصدعات في المنزل. وأغلقت الأجهزة المعنية تقاطع طريق الملك عبد العزيز مع طريق الملك فهد، لامتلاء نفقه بالمياه، وافتقاده لنقاط تصريف السيول والأمطار. واستعانت البلدية بصهاريج الصرف الصحي لشفط المياه من النفق.