أثار الاعتداء الإرهابي الذي استهدف متحف «باردو» وسط العاصمة التونسية أول من أمس، وأسفر عن مقتل 23 شخصاً من بينهم 20 سائحاً وجرح 43 آخرين، موجة تضامن دولي على الصعيدَين الرسمي والشعبي. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس، أن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف سيزور تونس مساء اليوم للقاء نظيره التونسي محمد ناجم الغرسلي «لبحث إجراءات التعاون في مكافحة الإرهاب التي يجب تعزيزها». وعبّر كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن بكل أعضائه عن الإدانة الشديدة للهجوم، مؤكدين تضامنهم مع شعب وحكومة تونس ومقدمين التعازي لأهالي الضحايا. ودانت المملكة العربية السعودية بشدة «الهجوم الإرهابي»، مؤكدةً أن «الإرهاب لا دين له». وطالبت ب «تعاون دولي وثيق لمحاربته». وأكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أن «الهجوم الذي يستهدف ضرب المؤسسات الديموقراطية والثقافة والاعتدال التي تميز الحكومة التونسية وهو هجوم على كل واحد منا». وفقدت إيطاليا 3 من مواطنيها، إضافة إلى 11 جريحاً، فيما قُتل فرنسيان وأُصيب 8 آخرون في الهجوم. ودانت اليابان التي فقدت ثلاثاً من مواطناتها، على لسان رئيس حكومتها شنزو آبي «العمل المشين» مشددةً على مواصلة معركتها ضد الإرهاب بالتعاون مع الأسرة الدولية. وأعلن وزير الصحة التونسي سعيد العايدي مقتل 20 أجنبياً تم تحديد هويات 13 منهم، بينما «يتم التعرف إلى هويات السبعة الآخرين». وأكدت وزارة الصحة مقتل 3 يابانيات وإسبانيان (رجل وامراة) وكولومبي وأسترالي وبريطانية وبلجيكية وفرنسيان وبولندي وإيطالي. ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أول من أمس، الاعتداء الدموي على متحف باردو مؤكداً إدانة بلاده للإرهاب بكل أشكاله. ووجّه بوتين برقيةً إلى نظيره التونسي الباجي قائد السبسي قدم له فيها التعازي بمقتل مواطنَين تونسيَين، إضافة إلى الأجانب في الهجوم. وقال أن «هذه الجريمة الهمجية لا يمكن أن تكون لها أية مبررات. نحن ندين الإرهاب بشدة في كل أشكاله وندعم الجهود الكثيفة التي تبذلها السلطات التونسية لمواجهة هذا الخطر». ودان ملك المغرب محمد السادس الهجوم بشدة ووصفه في برقية تعزية ب «الاعتداء الإجرامي الآثم». وأعربت كولومبيا التي فقدت مواطنَين لها في تونس، عن «إدانتها القاطعة للأعمال الإرهابية»، كما دانت الحكومة الإسبانية الهجوم على متحف باردو معبرةً «عن حزنها وصدمتها لهذا العمل الإجرامي». وأعلن الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ أن الحلف سيواصل العمل مع تونس ومع الشركاء المتوسطيين في إطار الحوار حول مكافحة الإرهاب. في غضون ذلك، أُطلقت دعوات إلى الوحدة الوطنية في تونس أمس، على خلفية تهديد إرهابي متزايد. ووجهت هذه الدعوات عبر الصحف ومنظمات المجتمع المدني بعد الاعتداء غير المسبوق منذ ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. وكتبت صحيفة «لابريس» الناطقة بالفرنسية أن «مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والمواطنين مدعوون إلى التصرف كشخص واحد لوضع مصالح الوطن فوق أية اعتبارات سياسية، حزبية، خاصة أو أيديولوجية». وتجمع مئات الأشخاص مساء أول من أمس، في وسط العاصمة التونسية للتنديد بالهجوم وهتفوا: «تونس حرة والإرهابيون إلى الخارج». ودعا الاتحاد العام للشغل أكبر نقابة عمالية في البلاد إلى «تعبئة كل قوى الشعب وكل هيئات الدولة لإعلان الحرب على الإرهاب». كما أعرب زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي عن قناعته بأن «الشعب التونسي سيقف متحداً إزاء الوحشية». كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و «تويتر»... حملات تضامن شعبية واسعة، حيث تناقل ناشطون من مختلف دول العالم صوراً تحمل لافتات كُتب عليها: «سأزور تونس هذا الصيف لدعمها» و «أنا باردو، أنا تونس» وغيرهما من الشعارات التي عبّرت عن تعاطف دولي كبير.