- تُعدّ رواية صادق هدايت «البومة العمياء» (صدرت بطبعة جديدة ضمن سلسلة «روايات الهلال» القاهرية) إحدى كلاسيكيات الأدب الفارسي والعالمي. وفي مقدمة الطبعة الجديدة، عرض المترجم إبراهيم الدسوقي شتا تاريخ الأدب الفارسي وحاضره، وصولاً إلى هدايت الذي حوَّل ذلك الأدب «من أدب توقيعات وقصور وصالونات إلى أدب أُمَّة. ونقَله من التصوف إلى الاشتراكية. ومن الشخوص الأسطورية إلى شخوص تأكل الطعام وتمشي في الأسواق، وتتصارع من أجل إثبات وجودها. ومن رعاية الأسلوب والتنميق اللفظي والبديع إلى الحديث السهل النابع من ضمير الشعب». ويسجّل المترجم لمحات من حياة هدايت وآثاره وأنشطته الأدبية، واغترابه في بلده وخارجها، في الهند وباريس، حيث انتحر عام 1951. ويشير أيضاً إلى كيفية استقبال العالم أعماله الأدبية، وفي مقدمها «البومة العمياء». يتتبع المترجم في مقدمته الطويلة فكرة التشاؤم والانتحار كطيف يسيطر على كثير من قصص هدايت. ففي قصته «حي في مقبرة»، يصرخ البطل: «الانتحار عند بعض الأشخاص وجود، في أصلهم، في طبيعتهم، إنهم لا يستطيعون الهرب من بين يديه، إنه القدر الذي يحكم». وفي قصة «القلعة الملعونة» يقول البطل: «لا ينبغي أن نخادع، الحياة سجن، بل سجون مختلفة، ولكن بعضنا يحاول أن ينقش نقوشاً على جدران هذا السجن، وبذلك يوجد لنفسه نوعاً من الإلفة معه».