دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة جمعته في أستانة عاصمة كازاخستان أمس مع نظيريه الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف والبيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو إلى إصدار عملة موحدة ضمن الاتحاد الأورو- آسيوي السياسي والاقتصادي الذي يضم جمهوريات سوفياتية سابقة، بهدف مواجهة «التحديات الخارجية، خصوصاً أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب أزمة أوكرانيا قد تستمر سنوات» وفق المسؤولين الروس. إلى ذلك، دعم بوتين انتخاب حليفه الرئيس الكازاخستاني نزاربايف لولاية سادسة في اقتراع مقرر الشهر المقبل. وقال: «من المهم أن يدعم جميع من يحبون كازاخستان ويقدرون تطورها واستقرارها، ترشيح الرئيس الكازاخستاني. وأنا بينهم طبعاً». في برلين، انتقد الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تهديد روسيا سيادة جورجيا عبر توقيعها الأربعاء الماضي معاهدة تحالف مع أوسيتيا الجنوبية، الجمهورية الانفصالية عن جورجيا والتي اعترفت موسكو باستقلالها في العام 2008. وعلى رغم أن ملف أوكرانيا خيّم على محادثات القمة الثلاثية، لم تكن الملفات الاقتصادية المطروحة أقل أهمية، خصوصاً أن القمة وضعت عنواناً رئيسا تمثل في مواجهة التحديات الخارجية للبلدان الثلاثة. وحمّل الرئيس الروسي كييف مسؤولية تعثر تطبيق اتفاق «مينسك 2» للسلام في شرق أوكرانيا، وقال: «يجب أن ينفذ الأوكرانيون التزاماتهم بالكامل» في رد على قرار ربط قادة الاتحاد الأوروبي في قمة عقدوها ببروكسيل أمس رفع العقوبات المفروضة على روسيا بتطبيق اتفاق «مينسك 2». وأشاد بوتين بالمساهمة «النشطة» لحليفيه الأساسيين في الفضاء السوفياتي السابق في تسوية أزمة أوكرانيا. وناقشت القمة مسائل تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث والنزعات الراهنة في الاقتصاد العالمي. وأعلن بوتين في ختامها أن «الوقت حان للتفكير في إصدار عملة موحدة، واتفقنا على مواصلة تنسيق مواقفنا في مواجهة التحديات الخارجية». وجاء الإعلان على خلفية توقعات رسمية بأن يطول أمد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وقال وزير التنمية الاقتصادية الروسية أليكسي أوليوكايف: «توقعات الاقتصاد الكلي وضعت على أساس أن العقوبات ستستمر هذه السنة وفي السنوات التالية». على صعيد آخر، أكد الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة، في القوات المسلحة الروسية، أن التدريبات العسكرية المكثفة التي يجريها الجيش حالياً لا تهدد أي دولة في العالم. وأوضح أن «عدد العسكريين المشاركين في التدريبات الجارية في منطقة القطب الشمالي في إطار الاختبار المفاجئ لجاهزية الجيش، وصل إلى 80 ألف فرد، وعدد الطائرات القتالية المستخدمة في التدريبات نحو 220.