فيما تواصلت المعارك بين القوات الكردية ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف الحسكة، وجهت الكنيسة الآشورية نداء إلى هذا التنظيم لإطلاق عشرات من المسيحيين الذين خطفهم في المنطقة قبل أسابيع، معلنة تبرؤها من مجموعات مسيحية تقاتل إلى جانب الأكراد ضد تنظيم «الدولة» في شمال شرقي سورية قرب الحدود مع تركيا. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من الحسكة إلى «تجدد الاشتباكات في ريف بلدة تل تمر بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، وسط استهداف الوحدات الكردية آلية للتنظيم، ومعلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف عناصره». كما وزع «المرصد» بياناً لمطرانية كنيسة المشرق الآشورية في الحسكة دعت فيه «دولة الخلافة الإسلامية على نهج النبوة» (وهو الوصف الذي يطلقه تنظيم «الدولة» على «الخلافة» التي أعلنها في سورية والعراق العام الماضي) إلى الإفراج عن الآشوريين «المحتجزين». وجاء في البيان «عاش الآشوريون منذ آلاف السنين بسلام وأمان في المناطق التي يقطنونها وضمن محيطهم الملون بالأديان والطوائف ولم يعانوا يوماً ما في التعامل مع أي منهم كما لم يعانِ منهم أحد، بل كانت همومهم مشتركة مع شركائهم في الأرض والحياة وأفراح الجميع تعنيهم كما أتراحهم. ولأننا جزء من هذا المجتمع بغض النظر عن اختلافنا في الانتماء اعتمدنا نحن الآشوريين في سورية سياسة النأي بالنفس ضمن الصراع القائم، وهذا لا يعني أن الأزمة لا تعنينا بل لأننا بعيدون كل البعد من ثقافة التسلح في حياتنا اليومية أو المستقبلية». وتابع البيان كما وزعه «المرصد»: «هناك العديد من أبناء طائفتنا مع عوائلهم محتجزون نتيجة الاشتباكات التي دارت في قراهم ومناطق سكنهم في بلدة تل تمر والقرى المحيطة بها، ولأن البعض ممن ادعوا بأنهم أوصياء على هؤلاء الناس عبر البيانات التي انتشرت بوسائل اعلام مختلفة، كان لا بد من التأكيد لدولة الخلافة الإسلامية على نهج النبوة التالي: أولاً- الكنيسة الآشورية لا تمثل إلا نفسها والرعايا التابعين لها ومن ضمنهم المحتجزون، وهي مستقلة في قرارها ولا سلطة لها على بقية الكنائس الموجودة في المنطقة. ثانياً- نحن والابرياء العزّل ومنهم المحتجزون ليس لدينا أي جهة مسلحة تمثلنا. ثالثاً- التأكيد أن الكنيسة الآشورية ورعاياها لم ولن تعقد أي اتفاق أو تحالف مسلح أو عسكري مع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) أو أي فصيل كردي أو عربي أو مع أي جهة أجنبية أو غربية بتاتاً. رابعاً- نصرح بأننا نتبرأ من أي تحالف مع أي جهة مسلحة تدعي بأنها تمثلنا وتخالف ثقافتنا المسالمة». ومعلوم أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يزال يحتجز منذ 26 يوماً نحو 200 مواطن آشوري اختطفهم من 11 قرية بريف بلدة تل تمر في محافظة الحسكة التي تشهد مواجهات واسعة بين التنظيم ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية.