ينتظر الجميع في تركيا رسالة خطية كتبها زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان، ستُتلى خلال احتفالات بعيد «النوروز» في دياربكر غداً، ويُتوقع أن يطلب فيها من الجناح العسكري للحزب المضي خطوة أخرى على طريق إلقاء السلاح والتخلي عن العمل المسلح والتركيز على تسوية القضية الكردية من خلال المفاوضات مع حكومة حزب «العدالة والتنمية». وفيما تتوقّع الحكومة أن يعلن أوجلان في شكل واضح وصريح، انتهاء العمل المسلح فوراً، شكّكت مصادر كردية في ذلك، مرجّحة أن تأتي الكلمة مثل سابقتها قبل سنتين، تتحدث في شكل عام عن تسوية سلمية، من دون وضع سقف زمني واضح لإلقاء السلاح، أو أن تحمل دعوة إلى إلقائه، بل تربط ذلك بخطوات تطلب من الحكومة اتخاذها أولاً. وبدا أن التشكيك ينسجم مع تصريحات سلبية للرئيس رجب طيب أردوغان عن القضية الكردية أخيراً، يُرجّح أن يكون أدلى بها بعد اطلاعه على الرسالة التي سلّمها أوجلان لمحاميه قبل يومين في سجنه بجزيرة إمرلي. وكان أردوغان نفى قبل يومين وجود «قضية كردية» في تركيا، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بتوسيع الديموقراطية، ومؤكداً أن المواطن الكردي يتمتع بكل الحقوق التي يتمتع بها سائر المواطنين في تركيا. ثم انتقد الرئيس التركي إدارة الحكومة ملف المفاوضات مع أوجلان، إذ رد على سؤال في شأن تشكيل «هيئة المتابعة» التي ستتابع تنفيذ اتفاق محتمل، قائلاً: «لم أسمع عن الهيئة إلا من وسائل الإعلام، وأعارض هذه الخطوة، وعلى الحكومة أن تدير المفاوضات في شكل أفضل وأن تبتعد عن خطوات مشابهة يبدو أنها تأتي إرضاءً لشخصٍ. لا أعرف ما ستفعله هذه الهيئة، ولا أرى أي لزوم لتشكيلها أصلاً». وجاءت تصريحات أردوغان في وقت بدأت وسائل الإعلام تورد أسماء لشخصيات عامة، من فنانين وأكاديميين، قيل أنها ضمن القائمة. وكان «حزب الشعوب الديموقراطية» الكردي أكد وجود الهيئة وتشكيلها بناءً على اتفاق مع الحكومة التي بدا أنها منقسمة في هذا الصدد، إذ إن يالتشن أكدوغان، نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الملف الكردي المقرّب من أردوغان، يعارض الهيئة، فيما يبدو أن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو راض عنها. ورجّحت أوساط في الحزب الحاكم أن يكون أكدوغان اشتكى لدى أردوغان الذي تدخل من أجل قطع الطريق على الخطوة، في خلاف جديد وعلني مع داود أوغلو. على صعيد آخر، طالب ممثلو الادعاء في تركيا بإصدار حكم بالسجن المؤبد على 28 شخصاً اتُهِموا بالتنصت على أردوغان وداود أوغلو ومسؤولين آخرين، وذلك في إطار «حرب» يشنّها أردوغان على جماعة الداعية فتح الله غولن.