أهدى «حزب الشعوب الديموقراطية» الكردي رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو كتاباً لتعليم الأطفال اللغة الكردية، بعدما صرّح الأخير بأنه يحاول تعلّم تلك اللغة في شكل جدي، وتلفّظ بكلمات كردية خلال زيارته دياربكر جنوب شرقي تركيا قبل يومين. وأشارت رئيسة الحزب فيغان يوكسيكداغ إلى أن الهدية هدفها «الإشارة إلى أن تسوية القضية الكردية لا يمكن أن تكون في هذا الشكل الطفولي»، داعية إلى التعامل مع الأمر في شكل أكثر جدية. وانتقدت «تضارباً» في مواقف السلطات إزاء كوباني (عين العرب) السورية التي أعلن المقاتلون الأكراد تحريرها من تنظيم «داعش»، لافتة إلى أن «داود أوغلو يسمّيها كوباني عندما يكون في دياربكر، وعين العرب لدى عودته إلى أنقرة». وأشارت يوكسيكداغ إلى ترحيب رئيس الوزراء بتحرير كوباني وتوجيهه تحية لأهلها، فيما سخر الرئيس رجب طيب أردوغان من فرح الأكراد بطرد «داعش»، وجهر برفضه قيام «كردستان» جديدة في شمال سورية، مشابهة لتلك في شمال العراق. كما علّق على تحرير كوباني معتبراً أن «الذين يرقصون فرحاً، لا يفكرون كيف سيعودون إلى بلدتهم»، ومتسائلاً «مَن سيشيّد لهم ما تهدّم». وانتقدت يوكسيكداغ إعلان أردوغان أن «فشل حزب الشعوب الديموقراطية في دخول البرلمان» في الانتخابات النيابية المرتقبة في حزيران (يونيو) المقبل، «سيُخرجه من التفاوض على التسوية» السلمية. واعتبرت التصريح تهديداً صريحاً بإقصاء الحزب من التسوية، وزادت: «حزبنا سيعود أكثر قوة إلى البرلمان وسيواجه مشروع النظام الرئاسي الذي يطمح إليه أردوغان». السجال المستعر بين النواب الأكراد والحكومة، يأتي فيما يضيق الوقت أمام الخطة التي توافقت عليها الحكومة مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان، من أجل إلقاء السلاح والاتفاق على تسوية سلمية للقضية الكردية. ويُفترض إطلاق العملية مع كلمة سيلقيها أوجلان لمناسبة عيد «النوروز» في آذار (مارس) المقبل، لكن الجناح العسكري للحزب ما زال يصرّ على شرط الإفراج عن أوجلان قبل الانتخابات، في إطار عفو عام عن الحزب من أجل إلقاء السلاح، وهذا ما ترفضه الحكومة.