لمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض ورفاقه، أقيم في كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا قداس إحتفالي ترأسه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي ممثلاً البطريرك الماروني نصر الله صفير، وشاركت فيه النائبة السابقة نائلة معوض ونجلها ميشال معوض وابنتها ريما وشخصيات عسكرية وسياسية واجتماعية وذوو الشهداء الذين سقطوا مع معوض يوم اغتياله. وألقى المطران الراعي عظة بعنوان: «لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يستطيعون أن يقتلوا النفس، بل خافوا الذي يستطيع أن يهلك النفس والجسد في جهنم». وتحدث عن مزايا معوض، قائلاً عنه إنه «رجل الاعتدال الذي يعرف تماماً أصول اللعبة السياسية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط فآثر لغة التفاوض والحوار على فرض الرأي والعنف، ولأنه رجل الثقة المخلص للبنان والمؤمن بالثوابت والمسلمات الوطنية ولذلك كلفه رئيسي الجمهورية الأسبقين فؤاد شهاب والياس سركيس مهمات دقيقة لدى السلطات العليا في مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عشر دول عربية أخرى، والأرجنتين، ولأنه لم يؤمن يوماً بجدوى العنف والسلاح فهما عنده لم يؤديا الا الى الخراب والدمار والضياع، أما القوى الحقيقية التي يعتمدها فهي الكلمة السواء التي تولد الفرح والأمن والحرية والسلام وتعطي ثقافة الحياة (خطاب القسم) اختاروه هو لا سواه لأنه صاحب المرونة الصلبة الذي قيل عنه أنه «يحفر الجبل برأس إبرة». وذكر الراعي بأن «أعداء لبنان واستقلاله وسيادته ووحدته وسلمه، كانوا في الوقت عينه يعدون آلية قتله. ففي عيد الإستقلال، في 22 تشرين الثاني 1989، بعد الإنتهاء من الإحتفال به في القصر الحكومي، والإتفاق مع رئيس المجلس النيابي السيد حسين الحسيني ورئيس مجلس الوزراء المكلف الدكتور سليم الحص على إعلان الحكومة الجديدة عند المساء وعلى تعيين قائد جديد للجيش هو العماد اميل لحود، وفي طريق العودة ظهراً من القصر الحكومي الى مقره الموقت في الرملة البيضاء، كان الإنفجار المشؤوم الذي أودى بحياة الرئيس المعقودة عليه كل الآمال، وبحياة رفاقه. فسقط من أجل لبنان واستقلاله ووحدته وسيادته. وكان مصرعه أول اغتيال لإتفاق الطائف».