في اليوم الذي أحبت فيه سلمى القراءة استطاعت أن تقف على أطراف أصابع قدميها؛ لتسير، وتلعب، وتحقق كل ما تحلم به، بجراءة الطفولة، ولأنها قادرة على أن تبدع وتحلم، وهي تحمل صندوق ذكرياتها الصغير، وتردد دوماً: «أنا أثق بنفسي». لم يكن صندوق ذكريات سلمى سليمان السياري ( 8 أعوام) بسيطاً، بل كان يخفي الكثير من الذكريات العظيمة، والمواقف التي مازالت عالقة بذهنها، وعلى رغم طفولتها الصغيرة إلا أنها تحب إخفاء هذه الذكريات في صندوق، تضعه في زاوية صغيرة بنهاية الغرفة، لونه «وردي»، وبداخله كنوز من الذكريات التي تطالعها حينما تشتاق إليها، (تبتسم) والابتسامة سر جميل في وجهها الصغير، وترى بأن هذه الابتسامة التي تهديها للناس من داخل قلبها، وهي هدية للجميع. تقول: «الصندوق ليس فقط مهماً بالنسبة إليَّ، بل له شأن عظيم جداً؛ يكفي بأني أخبئ فيه ذكريات أكثر من عظيمة، (تضحك) أعلم بأني في سن صغيرة، ولأني أحب الاحتفاظ بكل مقتنياتي التي تصلني أو اشتريها أو أرى بأنها مهمة داخل هذا الصندوق، (تضحك) أعلم بأنكم تريدون معرفة ما فيه، بصراحة فيه صور لي وذكريات العائلة كلها، وبعض الشهادات والهدايا الرائعة من الجميع». تعتبر سلمى أن «الثقة بالنفس» شيء مهم بالنسبة إلى الأطفال، وهذا الأمر يجب أن يزرعه الكبار بداخل الصغار بطريقة جميلة؛ لأن الصغار سيكبرون، وربما يكونون غير سويين، لذلك التربية من الصغر جداً مهمة بالنسبة إليها، وتعلق: «بعض الأحيان في المدرسة أجد بعض التصرفات غير اللائقة، مثلاً اختيار أجمل بنت في المدرسة الكل يبحث عن جمال الشكل، وهذا الأمر غير جيد، هناك أمور مهمة كثيرة بداخل البنت الصغيرة، لذلك فمعدن الإنسان من الداخل أجمل من الشكل، وعلى رغم أن هذه القضية متشعبة، ولها مشكلات ومواقف كثيرة تحدث في المدرسة، إلا أنني غير مقتنعة بهذه الفكرة التي انتشرت في الفترة الأخيرة بالمدارس، وأتمنى أن تهتم إدارة المدارس بها، حتى لا تكبر». ليس صعباً بالنسبة إليها أن تمسك بالكتاب، وتشعر من حولها بأنها تقرأ، ولكن الأهم كيف يزرع الوالدان حب القراءة داخل أطفالهم؟ وكذلك المعلم له دور كبير وفعال في ذلك، إذ عملت مسابقات وأمور تحفيزية، وهذا يساعد الأطفال حتى في مدارسهم ويدعم نجاحهم، تقول: «معلمتي تقول لي حينما تقرئين وتهتمين بالقراءة، سواء قراءة كتاب أو منهج دراسي انظري إليه وصوريه بعقلك، وحينما تغلقين عينيك سترينه حتماً، (تضحك)، معلمتي تقول حينما تشاهدينه سترين المعلومة مثل ساهر حينما يصور شيئاً». وتضيف: «أحب الرسم، وأحب عمل أشكال لها فائدة، مثلاً استخدام مواد ليس لها اهتمام من داخل البيئة لعمل منها أشكال وعلب وهدايا أخرى قد يستفيد منها الآخر. وحينما تكبر سلمى تتمنى بأن تصبح معلمة قرآن؛ لأنها تحب حفظ القرآن الكريم.