تبتسم نوف بنيان السبيعي (11 عاماً) وهي تقف قرب نافذة غرفتها وعلامات السعادة تنير وجهها الصغير، وتردد «الحمد الله لقد تجاوزت جميع الصعوبات واستطعت الوقوف من جديد». تتذكر طفولتها حينما كانت تركض وتلعب قبل ثمانية أعوام، ثم تعرضت لحادثة سيارة أصيبت في العمودي الفقري وأثر ذلك على أعصاب قدميها، ومع استمرار علاجها الطبيعي استجاب جسمها بسرعة، وظهرت نتائج عظيمة في علاجها بعد إجرائها العملية الجراحية، التي من خلالها استطاعت الوقوف على قدميها وهي ما زالت تتلقى العلاج في مدينة الملك فهد الطبية. لم تمل شقيقتها ريم من اللعب معها، والضحك أثناء تبادل أطراف الأحداث ساعات علاجها، «شقيقتي ريم تحبني كثيراً وتعاملني بحب وحنان، مثل أمي وأبي، فهي تجلس معي ساعات طولية في المستشفى خلال علاجي، ولم تشعر بالملل، بل كانت تزرع بداخلي كل معاني الأمل». تتعلم نوف ضمن علاجها على مهارات فنية تحبها مثل الرسم والأشغال الفنية وتصميم الحقائب والأسوار، التي تجعلها تفكر وتبتكر، وتعتبر علاقتها بصديقاتها في المدرسة مثل الذهب، فجميعهن يحببنها ويحملن لها الكثير من التقدير والاحترام وتبادلهن المشاعر نفسها، تقول: «الصداقة شيء أساسي لكل إنسان، والذي ليس لديه صديق يعتبر وحيداً، وأحب جميع صديقاتي بلا استثناء في مدرستي التي وفرت لي كل سبل الراحة، إذ أنتقل صفي للطابق الأول وجميع الفتيات يشاركنني في الحديث والمتابعة المدرسية، ولا أنسى أنهن يساعدنني في الحركة داخل المدرسة ونفطر كل يوم مع بعضنا البعض». على رغم أن نوف تتلقى العلاج في مدينة الملك فهد الطبية منذ أكثر من أسبوعين، إلا أنها لم تحس بالملل، فالكل يحيطها بالحب والتقدير، وتفكر حينما تكبر أن تصبح اختصاصية علاج طبيعي لتساعد جميع الأطفال الذين تعرضوا لإصابات في العمودي الفقري لإعادة حركة قدميهم ويستطيعون السير مثلها، «حالياً أقوم بعمل علاج طبيعي تقويم مسالك وأعصاب وحالتي تتحسن في كل يوم، وحماستي تكبر حينما أشاهد ملامح التشجيع من حولي، لذلك فكرت حينما أكبر أمارس هذه الوظيفة بكل حب، وأسهم في زرع الابتسامة في قلوب الأطفال، وسأهديهم الهدايا ليتلقوا العلاج بشكل جيد، ولا أنسى شكر الاختصاصيات شرعة وبنان السبيعي، وموضي العنزي، وندى، والاختصاصي عبدالمحسن، ولكل الذين أسهموا في توفير الراحة والسعادة ل «نوف» وأولهم أسرتي».