انعكس قرار الحكومتين السورية والتركية إلغاء تأشيرة الدخول على حركة المواطنين بين البلدين. وبات السفر إلى تركيا مثل الذهاب والتنقل بين دمشق وحلب، كما يمكن الذهاب إلى سورية مثل الذهاب والتنقل بين إسطنبول وأنقرة. هذا الحلم الذي راود كثراً طوال عقود من الزمن، أصبح حقيقة الآن بعد عودة الدفء إلى العلاقات السورية التركية. وشهدت المنافذ الحدودية حركة نشطة بعدما عبر عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك الحدود لمعايدة أقاربهم المنتشرين في غالبية المحافظات السورية، وذلك رداً على زيارة أقاربهم السوريين لهم في العيد الماضي. ورأى مدير مركز باب الهوى الحدودي فرج الله النايف أن قرار إلغاء تأشيرة الدخول ضاعف من عدد القادمين والمغادرين، وأدى أيضاً إلى تنشيط الحركة السياحية بين البلدين كما نشط الحركة التجارية في المدن الواقعة على جانبي الحدود. ولاحظ النايف الزيادة في عدد القادمين والمغادرين من الجانبين عبر منفذ باب الهوى فقط من خلال مقارنة قام بها قبل وبعد إلغاء تأشيرة الدخول. وأشارت المقارنة إلى ارتفاع عدد القادمين الأتراك إلى سورية من 5100 مواطن خلال الشهر العاشر من العام الماضي إلى نحو 32 ألف مواطن خلال الفترة ذاتها من العام الحالي. كما ارتفع عدد المغادرين السوريين خلال الفترة ذاتها من 2200 إلى أكثر من 27 ألف مواطن. ولفت إلى أن عدد المواطنين الأتراك الذين سيدخلون سورية بموجب البطاقة الاسمية أثناء فترة عيد الأضحى، وعبر معبر باب الهوى فقط وصل إلى 43 ألف مواطن. يذكر أن أهم المنافذ الحدودية السورية - التركية إضافة إلى باب الهوى في محافظة إدلب هي بوابة السلام وجرابلس في محافظة حلب وبوابة العبور في محافظة اللاذقية ومركزا الحدود في محافظة الحسكة. وبدأ البلدان تطبيق قرار إلغاء تأشيرة الدخول في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي. وبات مواطنو البلدين يعبرون الحدود بجوازات السفر مباشرة من دون عناء على أن لا تتجاوز فترة أقامتهم أكثر من 90 يوماً. كما سمح للعائلات في البلدين أثناء فترة الأعياد بزيارة أقاربهم داخل منازلهم لمدة يومين بموجب قسائم اسمية ومن دون دفع أي رسوم، في حين كانت تتم هذه اللقاءات الأسرية سابقاً ضمن المراكز الحدودية. وكان الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي التركية يتطلب من المواطن السوري الوقوف ساعات أمام السفارة التركية في دمشق للحصول على «الفيزا» ودفع نحو 50 دولاراً ثمناً لها، في حين كانت سمة الدخول إلى الأراضي السورية تكلف 46 دولاراً بالنسبة إلى المواطنين الأتراك. وقال أحد المواطنين الأتراك: «الحلم بات حقيقة واستطيع الآن الذهاب إلى دمشق العريقة وأزور معالمها السياحية من دون أن أحصل على تأشيرة دخول»، لافتاً إلى انه سيقوم بمعايدة أقاربه في محافظة حلب قبل شراء الكثير من المنتجات السورية الرخيصة الثمن مقارنة بأسعارها في تركيا. واعتبرت سيدة تركية قضاء يومين بموجب البطاقات الاسمية أثناء فترة العيد غير كاف، وطالبت بزيادة الفترة في الأعياد المقبلة ليتسنى لها القيام بجولات على مختلف المناطق في سورية. وتشهد المنافذ الحدودية بين البلدين أيام العيد احتفالات رسمية وشعبية، وتقدم فرق الفنون الشعبية والإنشاد الديني فقرات فولكلورية ترحيباً بوفود الجانبين. كما تنشط الحركة التجارية في أسواق المدن الحدودية من خلال ابتياع الزوار الهدايا التي يحملونها لأقاربهم. وعبر أحد المواطنين السوريين عن فرحته بزيارة أقاربه في تركيا. وقال: «كان من الصعب علينا سابقاً الدخول ولقاء الأقارب، لكن الآن أصبحنا نعبر الحدود بسهولة ومن دون أعباء مادية». في حين أشار آخر إلى انتهاء المعاناة التي كان يتحملها للحصول على «الفيزا». وقال: «الآن نختم الجواز ونعبر مباشرة بحافلاتنا ومن دون أي مضايقات». ويتوقع أن يتضاعف عدد الزيجات بين الأقارب على جانبي الحدود في الفترة المقبلة بعد إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين، خصوصاً مع الولايات التركية الحدودية مثل كلس وغازي عينتاب وأضنة وأورفة وإنطاكيا وغيرها.