لا يزال شبح الموت يطارد أهل أكبر ثغور السعودية على البحر الأحمر في أعقاب الفيضانات التي اجتاحت مدينة جدة، إثر أمطار غزيرة الأربعاء الماضي. وفيما تقول مصادر الدفاع المدني ان حصيلة الضحايا ارتفعت أمس إلى 103 قتلى، نسبت وكالة «أسوشيتد برس» إلى مصدر سعودي مسؤول لم تسمه قوله إن العدد قفز إلى 106 قتلى. وعلى رغم كنس الدمار والمخلفات التي جرها الفيضان، لا يزال هناك مفقودين لا تزال الجهود مستمرة لإعادة فتح طريق الحرمين التي تربط المشاعر المقدسة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، وجد عشرات آلاف السعوديين في موقع «فيسبوك» على شبكة «الإنترنت» مساحة ينفثون فيها غضبهم على إخفاق أمانة جدة في منع وقوع ذلك العدد الكبير من الوفيات والخسائر المادية التي لم يتسن احصاؤها حتى الآن. وشنت مجموعة اتخذت ... «اوقفوا فيضانات جدة» شعاراً حملة على «المقاولين والمتعهدين الخونة الذين يريدون كسب الأموال بأي طريقة». فيما توعد محام سعودي أمانة جدة بمقاضاتها. وأبلغ مسؤول الشؤون الصحية في المنطقة الغربية الدكتور سامي باداود وكالة «أسوشيتد برس» أمس بأن جميع مستشفيات جدة تم تجهيزها استعداداً لأي أمراض وبائية قد تنجم عن مخلفات مياه الفيضانات، مثل حمى الضنك. وقالت مصادر مطلعة في الدفاع المدني ل «الحياة»: «إن عمليات الإنقاذ والتحري لا تزال مستمرة في المناطق المتضررة من شرق جدة». وأضاف أن فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني لا تزال تباشر أعمالها في فك احتجاز السيارات والمواطنين داخل مساكنهم. وأشارت المصادر إلى أن لجنة استقبال طلبات المتضررين لا تزال تتلقى الطلبات من المواطنين وتم إسكان أكثر من 1250 أسرة في خمسة مراكز للشقق المفروضة شمال جدة. ولفتت إلى أن العمل ماض لإزالة آثار السيول من تراكمات السيارات والأثاثات المحطمة التي جرفتها السيول على طول «طريق الحرمين» التي تربط بين المشاعر المقدسة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، بحيث تكون جاهزة لاستخدام الحجاج اليوم بعدما يكملون أداء مناسكهم ويبدأون رحلة الإياب إلى بلدانهم. وجددت مديرية الدفاع المدني تحذيراتها للمواطنين والمقيمين من هطول أمطار كثيفة متوقعة على مدينة جدة خلال ال24 ساعة المقبلة، وطالبتهم بأخذ الحيطة والحذر، وعدم الوجود في المواقع التي تشهد ارتفاعاً في منسوب المياه، أو أماكن الأودية والسيول. وأعلن رئيس لجنة الأمطار التنفيذية المدير العام للطرق فيصل شاولي أنه ووفقاً لخطة التصريف، تم الانتهاء من فتح المصارف في جميع الشوارع الرئيسية في جدة، ويجري حالياً العمل لإزالة الضرر عن السكن والمناطق المتضررة. وقال مئات السعوديين الذين انضموا إلى مجموعة «أوقفوا فيضانات جدة»، على موقع «فيسبوك» إنهم قرروا اللجوء الى هذه المجموعة ل «إخراج الخفايا». وشنوا حملة على «المقاولين والمتعهدين الخونة الذين خانوا العقود وتسببوا في فتك الأرواح». وحشدت الحملة أصوات 12 ألف مواطن في جدة في ثلاثة أيام. وقال عضو الحملة الشعبية لإنقاذ جدة المحامي أحمد المالكي ل «الحياة» إن غياب ثقافة رفع القضايا الجماعية هو السبب وراء دفع سكان جدة لحشد أصواتهم على موقع «فيسبوك». وأضاف أنه ليس ثمة مبرر للخوف من مقاضاة جهات حكومية، «لأن النظام الأساسي للحكم كفل إنشاء ديوان المظالم منذ عهد الملك عبدالعزيز وهو ينظر إلى القضايا كافة بحيادية واستقلال». فيما أعلن المحامي السعودي أبو الخير – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية – أنه سيقاضي أمانة جدة وان عائلات ضحايا السيول تدعم مسعاه. «الوفيات» تتصاعد في جدة... وتحذيرات من «أمطار غزيرة» «الشرقية»: قلق من انتقال «عدوى» السيول «حائل»: إنقاذ 37 محتجزاً... وأميرها يدعو لاتخاذ «تدابير» «أمطار الأربعاء» توجع سكان جدة... وتربطهم تاريخياً ب «سيل مكة»