ستراسبورغ (البرلمان الأوروبي) - أ ف ب – يتردد البرلمان الأوروبي في السماح للولايات المتحدة بمواصلة حصولها على البيانات المصرفية لمواطنيه تحت شعار مكافحة الإرهاب، قبل أيام من موعد صدور قرار في هذا الصدد. وطلب البرلمان الأوروبي من الحكومات الأوروبية تأجيل قرارها إلى موعد لاحق، بعدما كان مرتقباً صدوره بعد غد. يُذكر أن الأوروبيين والأميركيين دخلوا في مفاوضات دقيقة حول استخدام بيانات «سويفت»، المنظمة التي تمرّ عبرها التحويلات النقدية لنحو ثمانية آلاف مصرف في العالم، وتتعاون مع الولاياتالمتحدة لتزويدها هذه البيانات منذ هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وتعتزم «سويفت» التي تتخذ من بروكسل مقراً، نقل بياناتها (باستثناء البيانات الأميركية) الى هولندا. ووافق رؤساء الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي بالإجماع على طلب تأجيل القرار. وأوضح أحد المشاركين في الاجتماع أن رئيس البرلمان جرزي بوزيك «سيكتب إلى وزراء داخلية الدول ال 27، المقرر اجتماعهم في بروكسل ليطلب منهم عدم إعطاء الضوء الأخضر». ويرغب النواب في إرجاء القرار إلى حين دخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ في الأول من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، عندما يصبح للبرلمان الأوروبي رأي في هذه المسألة، وهو المعروف بحرصه على حماية المعلومات الشخصية لمواطنيه. وأشار مصدر ديبلوماسي إلى أن ألمانيا والنمسا تحفّظتا في اجتماع عقد أول من أمس في بروكسل، مع العلم أن التوصل الى اتفاق جديد الاثنين يتطلب إجماع الأعضاء. ورأى أن «في حال عدم التوصل إلى تسوية في هذا اليوم، فستعود المفاوضات إلى نقطة الصفر، وفي هذه الحال لن تكون الولاياتالمتحدة قادرة على الحصول على بيانات المصارف الأوروبية»، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات محتملة على مكافحة الإرهاب. وتسعى برلين وفيينا الى الحصول على ضمانات، بمناقشة الاتفاق في أسرع وقت، وهو ينص على ضمانات صارمة لحماية البيانات الشخصية. وأوضح المصدر الديبلوماسي أن مشروع القرار الذي سيُناقش الاثنين المقبل وأُرجئ، ينصّ على تحجيم المعلومات عن الحسابات المصرفية التي كانت متاحة للسلطات الأميركية.