اتهم ناشطون قوات النظام السوري باستخدام غازات سامة في قصفها مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف إدلب شمال غربي البلاد، فيما تواصلت المعارك بين القوات الكردية وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف الحسكة على الحدود مع تركيا في شمال شرقي سورية. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس مقتل «6 مواطنين هم رجل وزوجته وأطفاله الثلاثة، ومواطنة أخرى، وإصابة العشرات بحالات اختناق، جراء قصف بالبراميل المتفجرة (ليلة الإثنين) استهدف مناطق في بلدة سرمين بريف مدينة إدلب الجنوبي الشرقي». ونقل «المرصد» عن مصادر طبية وأهلية في المنطقة إن حالات الوفاة والإصابة «نجمت عن استنشاقهم (الضحايا) غازات منبعثة من البراميل المتفجرة التي ألقتها قوات النظام على البلدة ... ورجّحت مصادر طبية أن يكون الغاز المستخدم في القصف هو غاز الكلور». أما وكالة «مسار برس» المعارضة فأوردت، من جهتها، أن «الطيران المروحي ألقى مساء الإثنين 4 براميل متفجرة تحوي مواد سامة على المنطقة الواقعة بين سرمين وقرية قميناس»، ونقلت عن مراسلها إن «الغازات السامة تسببت باستشهاد عائلة كاملة مكونة من 6 أشخاص وإصابة حوالى 100 شخص بحالات اختناق» وإن «الأهالي باتوا ليلتهم في مزارع المنطقة خوفاً من تكرار الهجمات وبسبب كثافة تحليق الطيران الحربي». وعاود طيران النظام صباح أمس غاراته على المنطقة فشنّ ضربات على بلدة سرمين أوقعت قتيلين وعشرات الجرحى، بالتزامن مع قصف جوي طاول محيط مطار أبو الظهور العسكري الذي تحاصره المعارضة في ريف إدلب وبلدات بنش ومعرة مصرين وأرمناز وناحية التمانعة. كما قال ناشطون إن طائرات النظام ألقت قنابل فراغية على بلدة كفرتخاريم على الحدود السورية - التركية «ما تسبب باستشهاد 10 مدنيين وإصابة العشرات بجروح، إضافة إلى دمار 3 أبنية»، وفق ما أفادت وكالة «مسار برس». أما «المرصد» فأعلن «استشهاد 7 مواطنين على الأقل بينهم طفلان و3 مواطنات جراء تنفيذ الطيران الحربي بعد منتصف ليلة (أول من) أمس غارة على بلدة كفرتخاريم بريف إدلب، والتي أدت كذلك إلى تهدم أجزاء من مباني البلدة». ومعلوم أن مجلس الأمن تبنّى أخيراً قراراً يدين استخدام غاز الكلور السام في سورية، ويؤكد ضرورة محاسبة مستخدميه. ومنعت ضغوط روسية اتهام مجلس الأمن النظام باستخدام الكلور علماً أن محققين دوليين قالوا إنه نتج من قصف جوي. ولا تملك المعارضة طائرات ما يضع المسؤولية على النظام الذي كان مسؤولوه نفوا في السابق استخدام القوات الحكومية الغاز السام. وفي محافظة حلب المجاورة، قال «المرصد» إن «الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على أماكن في منطقة قبر الإنكليزي قرب مدينة حريتان بريف حلب الشمالي، كما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة شارع غازي عنتاب ببلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي (...) في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة في حي مساكن هنانو، وعلى منطقة أخرى من حي الحيدرية شرق حلب، كما ألقى برميلين متفجرين على مناطق في محيط قرية حندرات، فيما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حيي كرم الطراب والمعصرانية قرب مطار النيرب شرق حلب». أما في محافظة اللاذقية، فقد أفيد بأن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدة سلمى بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي»، علماً أن هذه المنطقة تشهد اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف آخر، «في محاولة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها التقدم في المنطقة» بعدما سيطرت على قرية دورين الإستراتيجية قبل أيام، وفق ما أورد «المرصد». وفي محافظة درعا (جنوب)، أشار «المرصد» إلى مقتل إثنين من مقاتلي «الكتائب الإسلامية» جراء قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة اليادودة، كما أشار إلى مقتل مواطنة من بلدة داعل جراء إصابتها برصاص قناص، بينما قصفت قوات النظام مناطق في الحي الشرقي بمدينة بصرى الشام بريف درعا «وسط استهداف الكتائب الإسلامية بقذائف هاون عدة مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة». ولفت «المرصد» أيضاً إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدات الحارة وعقربا والطيحة بريف درعا، في حين «دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، على أطراف اللواء 52 في محيط بلدة الحراك، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة، أعقبه قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على بلدة الحراك». وفي محافظة ريف دمشق، أكد «المرصد» مقتل «قيادي في لواء مقاتل إثر استهدافه من قبل قوات النظام في جرود القلمون». كما أشار إلى مقتل سيدة وطفل من مدينة دوما بالغوطة الشرقية «نتيجة تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في المدينة، بينما سمع صوت انفجار في منطقة بدا ناجماً عن انفجار عبوة ناسفة، ما أدى إلى أضرار مادية في ممتلكات مواطنين». ولفت «المرصد» أيضاً إلى إلقاء مروحيات النظام 11 برميلاً متفجراً على مدينة داريا جنوب العاصمة السورية. وفي حمص (وسط سورية) قُتل مواطنان وأصيب نحو 20 بجرح نتيجة قصف جوي لطائرات النظام على محيط مدينة المعارض في الجزيرة الثانية بحي الوعر في مدينة حمص. ولفت «المرصد» إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». وفي محافظة الحسكة في شمال شرقي سورية، ذكر «المرصد» أن «الاشتباكات العنيفة تجددت بين وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بجيش الصناديد التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في الريف الجنوبي لبلدة تل حميس، إثر هجوم نفذه عناصر التنظيم على تمركزات للوحدات الكردية وجيش الصناديد في المنطقة، ترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الطرفين». وأشار إلى مقتل ما لا يقل عن 11 من عناصر تنظيم «الدولة» في هجومهم على مواقع الأكراد جنوب تل حميس. وأشار أيضاً إلى تنفيذ «طائرات التحالف العربي - الدولي ضربات عدة بعد منتصف ليلة (أول من) أمس استهدفت آليات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة تل خنزير بريف رأس العين (سري كانيه)، ما أسفر عن تدمير عربة مدرعة وآليتين أخريين، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم». وفي محافظة دير الزور المجاورة، أشار «المرصد» إلى قصف قوات النظام منطقة حويجة صكر ومحيط جسر السياسية عند أطراف مدينة دير الزور، «بينما استشهد رجل من قرية درنج بريف دير الزور تحت التعذيب في سجون قوات النظام عقب اعتقاله منذ نحو 9 أشهر». كما لفت «المرصد» إلى أن «مسلحين مجهولين نفذوا ليلة (أول من) أمس هجوماً استهدف آلية لتنظيم «الدولة الإسلامية» بالقرب من دوار النادي في الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، ومعلومات مؤكدة عن مقتل وجرح عدد من عناصر التنظيم».