جدّد الخبراء الذين كلفهم القضاء الفرنسي التحقيق في ملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، استبعادهم فرضية تسميمه بمادة "البولونيوم"، وذلك عقب التحاليل الإضافية التي أجريت وأثبتت النتيجة نفسها. وأعلنت مدعية "نانتير" كاترين دوني في بيان أمس (الإثنين) ان " الخبراء الفرنسيين ما زالوا يعتبرون ان مصدر البولونيوم 210 والرصاص 210 اللذين رصد وجودهما في ضريح عرفات هما من المحيط البيئي". وأوضحت المدعية ان "الخلاصات الجديدة للفرنسيين تنفي فرضية التسمم بالبولونيوم 210 في الأيام التي سبقت ظهور الأعراض على عرفات". من جهتهم، فسر الخبراء وجود كميات أعلى من المعدل من المادة العالية السمية، بوجود غاز مشع طبيعي، هو "الرادون" في المحيط الخارجي، بينما اعتبر خبراء سويسريون ان فرضية التسميم "منسجمة أكثر" مع ما توصلوا اليه من نتائج. ولم يتضح خلال ملابسات وفاة عرفات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004، في مستشفى "برسي" العسكري بالقرب من باريس، ما اذا كانت وفاته طبيعية او قضى مسموماً بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية. وكلف ثلاثة قضاة في نانتير في العام 2012 باجراء تحقيق قضائي في مسألة "الاغتيال"، اثر شكوى ضد مجهول تقدمت بها أرملة الزعيم سهى عرفات، بعد عثورها على مادة البولونيوم في الأغراض الشخصية لزوجها. وفُتح الضريح في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، وأُخذت ستون عينة من رفاته، تقاسم خبراء سويسريون وفرنسيون وروس عملية فحصها، وعُثر على كميات من "البولونيوم 210" عالية السمية، أعلى من المعدل المعتاد على رفات عرفات، وبهذه المادة نفسها قضى العميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو مسموماً في لندن العام 2006. ويشتبه عدد كبير من الفلسطينيين في ان إسرائيل مسؤولة عن التسميم بالتواطؤ مع محيطين به، وسط نفي الدولة العبرية الإتهام، فرفض الرئيس الإسرائيليي آنذاك شمعون بيريز "فرضية تسميم عرفات"، قائلاً: "اذا أراد أحد التخلص من عرفات لكان من الاسهل له ان يقتله برصاصة".