أثار المعرض الشخصي الذي نظمه غاليري حافظ بالتعاون مع غاليري حوار في الرياض للفنان السعودي راشد الشعشعي، الكثير من التساؤلات حول الاتجاهات التي يمكن للفن اليوم أن يأخذها. ويضم المعرض الذي جاء بعنوان «شعبة 11»، مجموعة أعمال فنية جديدة مبتكرة ببراعة مع لمسة تثقيفية، إذ يعمل الشعشعي على تكريس روح الفكاهة في تعليقاته على القضايا الاجتماعية والسياسية، من خلال إنتاجه لسلسة من الأعمال الفنية، سواء المبتكرة من وسائط مختلطة، أم الأعمال التركيبية، موحداً الفكر الأيديولوجي المطروح، على رغم التنوع الجمالي المستخدم. ويعمل الشعشعي كأستاذ فن في مدرسة الفيصلية التي تضم مجموعة من الطلاب الموهوبين في جدة، وفي معرض «شعبة 11» الذي يمثل صفاً دراسياً افتراضياً فيه أعمال فنية متنوعة، كل منها يعرض قيمة تعليمية معنوية. ويقدم الشعشعي فرصة مراقبة خلاصة مواضيع مستصعبة، مبدعاً مفهوماً حديثاً، وموجهاً بالتالي المتفرجين بشكل حتمي لمواجهة القضايا الراهنة، ومعارضاً النمط والتقدم الدارج في العالم العربي. في العمل التركيبي «موجز» يجمع الفنان أغلفة كتب إسلامية قديمة ويشابكها مع بعضها البعض بطريقة أفقية ومضاءة على شكل خط مستقيم وتفرعات متشعبة، تشابه إلى حد ما مشهداً جوياً لباحة المطار. ويلمح الشعشعي من خلال هذا العمل إلى الطريق المستقيم للخير، كدلالة منه على الاختيار الشخصي بين الخير والشر، بناء على التجربة الفردية حصراً، بعيداً عن الامتثال للكتب والمنشورات المكتوبة قبل آلاف السنين. ويعرض في عمل فني آخر له مفهوم الوحدة، إذ يرسم خريطة العالم الإسلامي بشكل مزخرف، جامعاً فيها جميع الدول الإسلامية في تحالف واحد بلا حدود. ويطرح الشعشعي في معرض «شعبة 11» المآزق والآثار الحاصلة في أيامنا الحالية، ويتتبع المسارات الخفية لمحاولة فهم الواقع، راغباً في زيادة مستوى الوعي والتفكير النقدي في ما بين الطلاب والشباب السعودي عموماً، وتمكينهم من مواجه البروبغندة الإرهابية. ويعمل الفنان على تحريض المتفرج من خلال طرح نقاش بصري، يقود نحو درس متعمق للظرف الإنساني من الماضي حتى الحاضر، وكأن المتفرج يحضر درساً من الإدراك الروحاني لرؤية العالم من نظرة منفتحة.